تمُر عملية تكوين المدن بمراحل عِدة حتي تُصبح عبارة عن تراكيب تربُط بينهم صِلات تاريخية، وإجتماعية. وفي النهاية تُضفي لمسة الجمال الحضري.
والمهندس المُكلف بالقيام بمهمة التخطيط والتصميم، لا يستطيع توفير المعلومات المتنوعة التي تُعد الأساس الذي يعتمد عليها في إعداد التصاميم الأساسية الملائمة لكافة الجوانب الطبيعية والبشرية، إذ تكون محدودة، وعامة، وسطحية، لذا يترتب عليها الكثير من الأخطاء التي يتحملها سكان المدينة فيما بعد.
كان الجمع بين الأفكار المختلفة، والنظريات، والفلسفيات الخاصة بالمدينة هي ما أدي إلي تكون مصطلح "تخطيط"، وهي إحدي إبتكارات القرن الحادي والعشرين.
حيث أخذ الجمهور إهتماماً متجدداً بالمدن وتمثلت الرغبة في الفصل بين الإستخدامات السكنية عن الإستخدامات الصناعية الضارة وإستغلال الموارد المتجددة والنظيفة.
نتيجة لذلك تعددت التعريفات لمصطلح التخطيط ولكن يمكننا إيجازه بصورة علمية علي أنه "أسلوب علمي يمكن من خلاله تقديم بديل أو حل للوضع الراهن من المشكلات للمجتمع مع وضع تصورات مستقبلية لإستغلال المواد المادية، والإمكانيات المتاحة، ويجب الأخذ فى الإعتبار أن تكون هذه الحلول وفق خطة زمنية مُنظمة، وقابلة للتعديل وِفق أى ظروف مستجدة أو مشكلات مستقبلية "
التخطيط يصنف تبعاً لثلاث أبعاد هم "البُعد الزمن – البُعد المكاني – البُعد القطاعي"
ولكن ما سنهتم به في هذا المقال هو البُعد القطاعي حيث ينقسم إلي :
تخطيط بيئي هو أسلوب علمى يهدف إلى التكامل بين موارد البيئة الطبيعية والموارد البشرية من أجل تحقيق التوازن بينهما والوصول لأفضل الأساليب لإستغلالها
تخطيط اقتصادى ويشتمل على مجالات النقل، والمواصلات، والتعدين، والصناعة، والسياحة، والزراعة، ويهتم بالتنظيم بين الموارد، والثروات، والإمكانيات من أجل تحقيق الإكتفاء الذاتى، وتوفير فرص عمل للسكان.
تخطيط إجتماعى وهو الذي يهتم بالسكان، وتوزيعهم على مساحات الأراضي فى الدولة، والخدمات، وتوزيعها العادل على السكان فى كافة المناطق، وتوفير الرعاية الإجتماعية لكل السُكان بشكل عادل.
تخطيط عمرانى وهو تنسيق، وتنظيم إستخدامات الأراضي؛ حتى لا يحدث تعارض بينها يؤدي إلى آثار سلبية، وأيضا يهدف إلى تخطيط شبكات طرق سريعة، وسهلة كما يهدف إلى تخطيط المدن الجديدة، وضواحيها، وإعادة تخطيط، وتجديد العشوائيات، والمدن القديمة، وتجميل البيئة عامة، والبيئة العمرانية خاصة
تخطيط قومى على مستوى الدولة لإقرار خطة إنشاء عدد من المدن الجديدة.
تخطيط إقليمي على مستوى الأقاليم المختلفة أى تحديد مواقع المدن فى الأقاليم، ونوع الطرق التى تربط بينها.
تخطيط محلى على مستوى المدينة من أجل تحديد الإستعمالات، وأنواع الطرق داخل المدينة
نستعرض لكم بإختصار مبادئ التخطيط الحضري :
أصبحت عملية التخطيط الحضري أو التنمية الحضرية عملية متشعبة، ومتعددة الأبعاد، وهى تمثل إستراتيجية ذات غايات، وأهداف كبيرة، ومتنوعة؛ فهى تمتد بجذورها لتشمل كافة جوانب الحياة بكل ما يميزها من قيم، وعادات، وسلوك، وأساليب، وأوضاع عمرانية، وإجتماعية، وإقتصادية، ونظم سياسية، وتقدم علمى، وتقني، يهدف إلى تحقيق المتطلبات المختلفة للسكان والوصول بهم إلى وضع أفضل .
فغاية التخطيط الحضري وفقاً لمفهومه الشامل، هو نقل المجتمع من الأوضاع القائمة إلى أوضاع أكثر تقدماً لتحقيق أهداف محددة تسعى لرفع مستوى معيشة المجتمع ككل من كافة جوانبه عمرانياً وإجتماعياً، وإقتصادياً، وجمالياً، وذلك عن طريق إستغلال كافة الموارد، والإمكانات المتاحة؛ لتحقيق تلك الأهداف، وحل المشكلات العمرانية في البيئات الحضرية المختلفة .
من الدول التي نجحت في السنوات الأخيرة في إبهارنا بالتخطيط بكافة أنواعه وخاصة التخطيط العمراني :
(الدنمارك – سنغافورة - إسبانيا – هولندا – ألمانيا - الإمارات ...)
لمعرفة المزيد عن التخطيط الحضري، والفرق بينه، وبين التصميم الحضري، وأيضا لمعرفة ما هو التدقيق الحضري؛ تابع مقالاتنا في قسم التخطيط الحضري.