لا يزال الفنّ المعماري يسعى إلى بناء حضارةٍ ممتدةٍ، وإلى تحقيق التوازن بين الوظيفة والجمال على مر الأزمنة. وقد ظهر الإسلام وظهر معه التأثير الديني، وأدى بالتالي إلى انعكاس التعاليم الدينية الإسلامية على البناء المعماري بشكلٍ حضاريٍ ومختلفٍ، يختلف باختلاف المكان والزمان والثقافات، لتولد العمارة الإسلامية.
انفردت العمارة الإسلامية في المغرب العربي بشكلٍ من أشكال الفنون المعمارية الخاصة ببلاد المغرب الإسلامي، والتي تشمل دول شمال القارة الإفريقية، ليبيا، تونس، الجزائر، المغرب، موريتانيا والصحراء الكبرى (الصحراء الغربية حاليا)، وكانت مبنيةً على حضارةٍ وثقافةٍ وتقاليدَ خاصةٍ تختلف تبعاً لها المساكن والمباني التي بنيت على أساسها.
نشأت العمارة الإسلامية في المغرب العربي بظهور الإسلام والمسلمين في هذه المنطقة، ابتداءً من عصر الفتوحات الإسلامية، واستفاد مسلمو المغرب العربي من الأنماط التقليدية التي كانت سائدةً في البلاد التي فتحوها في تشييد المباني والمنشآت، وذلك في الفترة الأولى من المدرسة الإسلامية. ثم ما لبثت أن تبلورت مدرسةٌ فنيةٌ متكاملةٌ تحمل هويةً متجانسةً في البلاد الإسلامية قاطبةً، وصار من الصعب معرفة الأصول المقتبسة منها، فتميزت من غيرها من المدارس الفنية. مردّ ذلك التميز إلى عوامل مختلفةٍ منها العامل الديني، وهو الأهم، حيث أضفى الصبغة الإسلامية التي هي خلاصة الفكر والعقيدة الإسلامية على الأبنية الدينية والمدنية، كتشييد المساجد والجوامع وفق نظام وتخطيط معيّنين يلبّيان الحاجة الوظيفية وتأدية الصلاة. والعامل الآخر هو العامل الجغرافي، وتشابه المناخ النسبي في أقاليم البلاد الإسلامية، حيث غلب عليها المناخ الصحراوي والمتوسطي فتشابه النسيج العمراني في تخطيط المدن. وفي المجال المعماري اتّصفت العمارة بالتصميم البيئي، وذلك بالتأكيد يعود إلى انغلاق المباني من الخارج وانفتاحها على الداخل حول باحة مكشوفة.
شهد هذا العصر أوابد معماريةً دينيةً عدةً، كالمسجد الأموي في دمشق وقبة الصخرة والمسجد الأقصى في القدس، ولقد أثر هذا المبنى في بناء المساجد الإسلامية في مختلف العصور ومختلف مناطق انتشار الإسلام، ويظهر ذلك جليَّاً في مسجد القيروان وجامع الزيتونة في تونس الذي يشبه إلى حدٍّ كبيرٍ جامع القيروان. إضافةً إلى مسجد الرباط بسوسة والذي لا يختلف في عمارته الإسلامية عن جامع الزيتونة والقيروان، أما في الأندلس نجد أيضاً جامع قرطبة والذي حول مؤخراً إلى كاتدرائية.
على صعيد العمارة المدنية لم يبق من القصور الفاطمية سوى أوصافها التي تدل على فخامتها. في الجزائر بنى العمال الفاطميون القلاع، مثل قلعة بني حماد، وقصر دار البحر بالجزائر؛ الذي يتميز ببركته الواسعة التي شبهت بالبحر، وقصر المنار وهو أشبه بقلعةٍ تتجلى فيها السمات الرافدية في عمارة تلك القصور. وأهم العناصر المعمارية المميزة لهذا العصر المحاريب والأقواس المسدودة والمشاكي والمقرنصات والخزف والتطعيم بالغضار المطلي بالميناء. ويعد العصر الفاطمي عصر ترسيخ فن الرقش الإسلامي.
في العصر المملوكي (658ـ 992هـ/1260ـ 1516م): حكم المماليك مصر والشام والجزيرة واليمن والحجاز وليبيا، وظهر تبادل التأثيرات العمرانية والمعمارية في مناطق حكمهم، الذي كان في فترته الأولى عصر ازدهارٍ وعمران، ظهر في بناء القصور والمدارس والأسواق والحمامات وغيرها. وتميزت العمارة المملوكية بتنوع الزخارف، ولاسيما الرنوك التي شاع استخدامها.
العمارة: هي فن وحرفة إنشاء وتصميم المباني، حيث تخدم المباني حاجات الإنسان ومتطلباته، مع مراعاة معايير الجمال (نفعية وجمالية). وفن العمارة له صلةٌ وثيقةٌ بالمكان الطبيعي الذي يعيش فيه الإنسان، فالمباني التي بناها الإنسان وما زال يبنيها إلى اليوم لها صلةٌ بالمناخ، والطقس، والثقافة، والتاريخ، والذوق الفني، ولكن ما جعل من العمارة فناً قائماً بذاته هو تميّزها عن عملية البناء التقليدية في أنها تأخذ بعين الاعتبار ملاءمة المكان لنمط معيشة الإنسان وأنشطته وعاداته من جهة، ومدى استقرار البناء واستمراريته من جهةٍ أخرى، بالإضافة إلى توصيل الخبرات والأفكار من خلاله.
هي إنشاء العمارات المبنية وفقًا لما يقتضيه الشّرع ولما يتوافق مع قواعد الشّريعة الإسلامية، بحيث يكون البناء صالحاً لتحقيق منفعة صاحبه التي يرنو إليها وفقاً للأسلوب المعماري المرتبط بالدين الإسلامي. وتطور هذا الفن بمرور الزمن، وتأثر بالأساليب المعمارية السابقة مثل عمارة بلاد ما بين النهرين والعمارة الرومانية، وبعد فتراتٍ أخرى تأثر بالعمارة الصينية والعمارة المغولية، ويتسم أسلوب العمارة الإسلامي بالألوان الزاهية والأنماط الغنية والتناسق الهندسي، وتنتشر العمارة الإسلامية في البلدان التي تحتوي على غالبيةٍ مسلمةٍ بالإضافة إلى الدول العربية وبعض المناطق الأوروبية مثل إسبانيا، والبرتغال، وإيطاليا، ومالطا. ومع أن العمارة الإسلامية ارتبطت ارتباطاً وثيقاً بعمارة المساجد إلا أنها أوسع من ذلك بكثير؛ فظهرت في القصور والمباني العامة والقبور والحصون، وغطت مجموعةً واسعةً من الأشكال المعمارية العلمانية والدينية على حدٍ سواء منذ ظهور الإسلام إلى يومنا هذا، مما أثر على تصميم وبناء المباني والهياكل في مجال الثقافة الإسلامية، كما حظرت استخدام التماثيل أو اللوحات التي تصوّر كائناتٍ حيةً والتي تنافي الدين الإسلامي.
وهي الفن المعماري الإسلامي الذي ظهر في المغرب العربي. المغرب العربي أو المغرب الكبير أو المغرب العربي الكبير، وهي منطقةٌ تقع في شمال أفريقيا، وتشمل بالأساس خمس دولٍ هي موريتانيا والمغرب والجزائر وتونس وليبيا إضافةً إلى الصحراء الكبرى. سُميت المغرب استناداً إلى المكان الذي تغرب منه الشمس، ويمتاز المغرب العربي بتنوع تضاريسه ما بين السهول، والجبال، والهضاب، والصحاري. تتنوع حضارات المغرب العربي نتيجة احتكاكه بكل من الحضارة الإسلامية والحضارة الأوروبية، وحضارة جَنُوب الصحراء مما أعطى عمارته ميزةً خاصةً عن غيرها من العمارات الإسلامية.
تتفرّد العمارات الإسلاميّة بمجموعةٍ من الخصائص التي تجعلها مميّزةً عن غيرها من العمارات الأخرى، ومثلها في كل البلدان الإسلامية أي لا تختلف بل تتفق، وهذه الخصائص هي كالآتي:
الشّموليّة:
فهي شاملةٌ لتلبية حاجة الفرد بما ينفعه وما يخدمه، حيث تشمل جميع منافع الإنسان، فلكلّ وظيفةٍ من الوظائف التي يمكن أن يحتاج الإنسان القيام بها عمارةٌ خاصّةٌ بها.
الخصوصيّة:
تُراعي العمارة الإسلامية الخصوصية الفردية؛ إذ أنها تُراعي خصوصيّة كلٍّ من الرجل والمرأة في العمارة، وذلك طبقاً لما نص عليه الدين الإسلامي الحنيف، حيث شرّع الخصوصية بين الذكر والانثى.
البيئية: إذ أنها تعتمد على احترام الأساسيات البيئية وحمايتها.
الوظيفية:
تُبنى العمارة الإسلامية وفقًا للقاعدة الأصوليّة "لا ضرر ولا ضرار"، فتُبنى بحسب حاجة الشّخص دون زيادةٍ أو نقصانٍ، مع مراعاة دفع الأذى إن ترتّب على البناء أيّ أذىً.
الجماليّة:
يتم تزيين العمارات وإضافة التفاصيل الجمالية للبناء المعماري بما يتناسب مع قواعد الشريعة الإسلامية، وقد امتنع المعماريون الإسلاميون عن رسم الكائنات على جدران المساجد ودور القضاء، بينما تساهلوا قليلاً في الرسم على جدران القصور.
الزهد:
أن يتم البناء دون إسرافٍ وتبذيرٍ أو بخلٍ، فلا يجوز المبالغة في الزينة والجانب الجمالي للعمارة، ولا بناء ما لا حاجة فيه، وذلك ما حث عليه الدين الإسلامي الذي جاء بكل ما يخدم مصلحة الإنسانية.
أنواع العمارة الإسلامية:
المساجد:
تعتبر عمارة المساجد من أشهر أنواع العمارة الإسلامية نظراً لمكانتها المميزة في الدين الإسلامي باعتبارها بيت الله الذي تقام فيه عبادة الصلاة. ولها أهميةٌ كبيرةٌ بالإسهام في التعريف بالحضارة الإسلامية من خلال ما يتخللها من جماليات الفن الإسلامي المكوّن لعناصرها.
المآذن:
يُعدّ بناء المآذن من العلامات المميّزة للبناء الإسلامي، وتعود أهميّتها إلى صدور الأذان الأول الذي أذّنه بلال بن رباح من مكانٍ مرتفعٍ، ثمّ خُصّصت المآذن لإعلان مجيء وقت الصلاة بالأذان.
المدارس:
وهي المباني التي أُعدت لطلب العلم، وقد بدأت بتعليم القرآن والكتابة (المدارس القرآنية)، ثمّ تطوّرت لتشمل بقيّة العلوم.
الأضرحة والمقابر:
لقد تم بناء الأضرحة والمقابر بالاعتماد على العناصر المعمارية الإسلامية، حيث أُدرجت فيه عناصر كالمحراب والفناء.
القصور والحصون والقلاع:
يعود إنشاء القصور الإسلامية باعتماده هيكل معماري في كشف أفق المدن المحيطة بالقصور. أما الحصون والقلاع بنيت بطابع معماري إسلامي تحديدا في الحروب والمعارك بهدف الدفاع عن أقاليم محددة.
الحِليات المعمارية: وهي كل الزّخارف التي اعتمدها المعماريون في تزيين المساجد والدور كعاملٍ جماليٍ للمبنى المعماري.
مداخل وبوابات:
تتميز أنها ضخمةٌ ذات ارتفاعٍ وحجمٍ كبيرٍ، شكلها شكل المحراب، مزخرفةٌ بالفسيفساء والأقواس الملوّنة المستمدّة من العناصر الإسلاميّة.
أبواب:
وهي مدخل المبنى المعماري الإسلامي المصنوع من مادة الخشب أو المعدن، وقد يكون بمصراعٍ أو بمصراعين أو أكثر.
النوافذ والشمسيات والقمريات:
أمّا النوافذ فهي الطّاقة التي تخترق الجدار، وهذه الطاقة قد تكون صمّاء أو نافذة، فالصّماء هي التي تكون للزينة أو لوضع الأغراض فيها، وأمّا النافذة فهي للتهوية والإضاءة. هذه النوافذ تكون واسعةً إذا أطلّت على الصّحن الدّاخلي للبناء، أمّا التي تطل على الخارج فتكون ضيّقةً، وذلك لمنع رؤية ما في داخل العمارة وهو ما يسمى بالحرمة، ويمنح ذلك الخصوصية لأهل المنزل وخاصةً المرأة.
مشربيات:
وهي شرفةٌ تكون بارزةً عن بناء المنزل، بحيث يرى من في الداخل من هم خارج المنزل، ولا يتم العكس أي من هم في الخارج لا يرون من في الداخل.
القِبلة:
مكان بناء المحراب في اتجاه الكعبة الشريفة في مكة المكرمة.
المحراب:
عبارة عن هيكلٍ له شكلٌ نصف دائريٍ، أحد جدرانه مثبتةٌ على هيكل المسجد لتحديد اتجاه القبلة.
دكة المبلغ وكرسي المصحف:
المكان المرتفع الذي يجلس عليه المبلغ الذي يردّد كلام الإمام ليصل إلى الصفوف الخلفيّة، ويجلس عليه مقرئ القرآن أيضاً، وأمّا كرسي المصحف فيكون مخصصاً للمُقرئ.
أعمدة وعقود:
وهي الأعمدة الداعمة للبناء المعماري الإسلامي، ولها أشكالٌ مختلفةٌ. وأمّا العقود فهي فتحات البناء التي تكون على شكل أقواس.
المآذن:
من أشهر عناصر المساجد، وتأتي على شكل أبراجٍ عاليةٍ تحتوي أحياناً على شرفةٍ واحدةٍ أو أكثر، ولها دورٌ مهمٌ في توجيه الناس نحو المسجد والتعرّف عليه، وتُستخدم لرفع الأذان. وتتنوع أشكال المآذن بين مسجدٍ وآخر وحتى بين بلدٍ وآخر. ويوجد في المسجد عادةً من مئذنةٍ إلى ست مآذن، تأخذ شكلًا طولانيًا مستطيلًا تعلو بناء المسجد.
القباب:
هي بناءٌ دائريٌ مقعّرٌ من الدّاخل مدبّبٌ من الخارج، وهي جزءٌ من سقف المبنى، وهي هيكلٌ نصف كرويٍّ، ويمكن أن تكون على شكلٍ مستديرٍ أو أسطوانيٍ، أو على شكل مثلثاتٍ متشابكةٍ، وقد تحتوي أحيانًا على مساحةٍ مفتوحةٍ أو شفافةٍ ليدخل الضوء منها.
المقرنصات:
هي الجزء الآخر الداخلي من القباب التي يمكن رؤيتها من داخل المبنى، وتتكرر بشكلٍ مدروسٍ، وغالباً ما تكون مزخرفةً ومنحوتةً بشكلٍ ثلاثي الأبعاد.
الدلايات:
أرجل المقرنصات المشكَّلة تشكيلًا جميلًا.
العقود الخلوية:
نظراً لتكوينها النحتي وجمالياتها المزخرفة، غالباً ما تتم مقارنتها بالمقرنصات أو خلايا النحل.
الأرضيات:
تمثل شتى أنواع البلاط.
الأسقف:
تنوّعت أشكال الأسقف بتنوّع العناصر المحيطة بالبناء، فكان منها المسطّح والهرمي والمقبّب وغير ذلك.
الأقواس:
يتم استخدامها في المداخل أو داخل المباني والغرف دينيةً كانت أم ثقافيةً، ولها أنماطٌ: حدويةٌ ومفصصةٌ ومدببةٌ وحدوة الفرس أو حدوة الحصان.
قاعات الأعمدة:
وهي قاعاتٌ كبيرةٌ مستطيلةٌ أو مربعة الشكل مزيّنةٌ بأعمدةٍ كثيرةٍ على نمط شبكةٍ، تُعطي المكان انطباعاً بالامتداد والاتساع المساحي، استخدمت في عمارة المساجد ذات الأعمدة.
الساحات:
تتواجد في المساجد والقصور الإسلامية حيث تتميز بمساحةٍ واسعةٍ صُممت لغرض استيعاب أعدادٍ كبيرةٍ من الأفراد، تحتوي على نوافير مياه للوضوء.
النوافير:
تبنى في غرف الاستقبال وصحون المساجد وأفنية القصور، وهي عبارةٌ عن هياكل معماريةٍ تحتوي على مساحاتٍ مائيةٍ.
الحدائق:
زيّن المسلمون قلاعهم ومساجدهم وحصونهم بالحدائق التي تضم النوافير الرخامية والبرك المزينة بالأزهار، وتكون هذه الحدائق غالباً مربعة الشكل.
الإيوان:
هو قاعةٌ مستطيلة الشكل لها جدران من ثلاثة جوانب فقط ومفتوحة من الجانب الرابع على فناءٍ، ولها سقفٌ مقببٌ، تزيّن بالأفاريز المزخرفة بالكتابات والبلاط المزجج والزخارف الهندسية.
الأرابيسك:
هو فن الزخارف الذي تزيّنت به المساجد والقصور والقلاع الإسلامية وكذا المنازل والمباني، وهو عبارةٌ عن أشكال ٍهندسيةٍ وزخارف نباتيةٍ، تكون متكررةً في الغالب بحيث تشكل أنماطاً هندسيةً جديدةً بأبعادٍ فنيةٍ وجماليةٍ.
التفاصيل الزخرفية:
خاصة بالديكورات الداخلية والعناصر المعمارية الجمالية، منها بلاط النفيس في الفسيفساء الهندسية والبناء المزخرف والأحجار المتلألئة، كذلك الزخارف الخطية الرائعة التي تضم أنواع خط اليد العربي في الخط الإسلامي المستعملة في الكتابة أو الزخرفة (الخط الكوفي والخط النسخي) على اختلاف أشكالها، كذلك الزخارف النباتية والهندسية حيث تضم زخارف ملوّنة أو غير ملوّنة النقش على الجدران أو أماكن البناء المراد تزيينها.
الخرط الخشبي:
كل الصّناعات الخشبيّة التي تتم بواسطتها تحويل الأخشاب إلى أدواتٍ للزينة.
وحدات الإضاءة:
لقد كانت الثّريّات المتدليّة والتنانير المعدنية هي العناصر المستخدمة للإضاءة.
الأثاث الدّاخلي:
كان معظم الأثاث ثابتاً عدا الكراسي والمقاعد وغير ذلك.
كان للعمارة الإسلامية دوراً مهماً في التأثير على حضارة المغرب العربي، تجلى ذلك في:
- الإرث المعماري والحضاري المتزامن مع كل الحقبات التاريخية للمغرب العربي، ما زاده ثقافةً إسلاميةً وتاريخيةً مميزةً.
-الدلالة التعبيرية عن ثقافة المغرب العربي من خلال النشاطات الحضارية في الفنـون والآداب والعلـوم بمختلف أنـواعها، ومن بينها الفـن المعماري والعمـراني الذي يعتبر من أهم الدلالات على تقدم الشعوب ورقيّها.
-معرفة واقع التراث المعماري الإسلامي بمنطقة المغرب العربي ومحاولة إيجاد سبلٍ لبعدٍ توافقيٍ وانسجاميٍ بين التراث المعماري الإسلامي والممارسات المعمارية المعاصرة والمستقبلية.
-وإذا كانت الحضارة هي نتاج شعبٍ، أو أمةٍ ما، في مختلف مجالات الحياة، فإن الفن المعماري تجسيدٌ لكل المفاهيم، واختزال للقيم والمعتقدات والثقافات الخاصة بأية حضارةٍ.
-تعدد الفنون والثقافات الإسلامية في المباني المعمارية في المغرب العربي بإضافتها قيمةً معماريةً حضاريةً مع احترام خصوصية الدين الإسلامي وشريعته.
-العمارة الإسلامية في المغرب العربي لا تختلف عن العمارة الإسلامية عامةً.
-الاختلاف يظهر في إحياء عمارةٍ إسلاميةٍ في نطاقٍ مكانيٍّ مختلفٍ، ألا وهو بلاد المغرب العربي.
-العمارة الإسلامية في المغرب العربي رسّخت كل أساسيات العناصر المعمارية الإسلامية.
-تحقيق التوافق المعماري في بلاد المغرب العربي احترم قواعد الفن المعماري الإسلامي بكل معاييره.
-العمارة الإسلامية في المغرب العربي كهندسةٍ نسبتها أقل مقارنةً ببلاد المشرق العربي.
-العمارة الإسلامية ككل هي فنٌّ نموذجيٌ لمبادئ الدين الإسلامي الذي يحافظ على الخصوصية والشمولية وتطبيق معادلة حاجة الفرد للعمارة وحاجة العمارة للفرد على أساسٍ شرعيٍّ إسلاميٍّ.
تعتبر العمارة الإسلامية رمزاً من رموز الديانة الإسلامية حيث لعبت دوراً فعالاً في حضارة الشعوب على مر الأزمنة، ما جعلها جزءاً أساسياً في بناء عمارةٍ تخدم الإنسان والإنسانية في شتى الجوانب الحياتية. تتسم العمارة الإسلامية بغنى مفرداتها المعمارية، ما زاد أهميتها، وتجمع بين المباني والهياكل الإسلامية المختلفة وتضفي عليها روحاً واحدةً.
ظهر ذلك واضحاً في العمارة الإسلامية في المغرب العربي والتي احتلت مكانةً راقيةً، حيث تم تشييد المباني وفقاً للضوابط الشرعية والتوجيه الإسلامي والمتوازن في إعداد الدراسة التفصيلية الجمالية والوظيفية.