العلاقة بين المدن الساحلية وموانئها

أسامة تواتي
أسامة تواتي
7.1.2024
العلاقة بين المدن الساحلية وموانئها

يمكنك الاستماع للمقالة أيضاً:

لطالما اُعتبُرَ تطويرُ العلاقةِ بينَ المدينةِ والميناءِ موضوعاً مُلهماً للكثيرِ منَ الجهاتِ الفاعلةِ، بالنَّظرِ إلى مجالاتِ التّفاعلِ العديدةِ التّي توفرها هذهِ العلاقةُ، لذلكَ يُقدمُ المهنّدسونَ المعماريّونَ والمخططونَ الحضريّونَ والمؤرخونَ العديدَ منَ الدّراساتِ التّي تتناولُ هذهِ العلاقةَ في جوانبٍ عديدةٍ، منها تمزّقُ العلاقةِ بينَ وظيفةِ المدينةِ والميناءِ باعتبارهِ العنصرَ الأولَ لبلورةِ المدينةِ السّاحليّةِ، وتَغيّرِ المناظرِ الطبيّعيّةِ الحضريّةِ، ومورفولوجيا الميناءِ، كما يلعبُ المكوّنُ العضويُّ والمحفّزُ الاقتصاديُّ والتاريخُ الثقافيُّ دوراً هاماً في إمكانيةِ إيجادِ نموذجً منهجيًّ مفاهيميًّ يُساهمُ في التنّميةِ والتّقاربِ بينَ الإنسانِ والطّبيعةِ و الموانئِ، وذلكَ لكونهَا عواملٌ مؤثرةٌ إلى حدٍّ كبيرٍ في وجودِ أكبرِ مدنَ العالمَ، واعتمادهَا اقتصاديّاً على شبكةٍ دوليّةٍ لنقلِ البضائعِ بدلاً منَ النّقلِ المحليِّ. إنّ هذهِ المناطقَ المرفئيةَ تُحافظُ على فرصٍ حقيقيّةٍ للديناميكيّةِ الاقتصاديّةِ والاجتماعيّةِ لتمكينِ المدنِ السّاحليّةِ من إنعاشهَا وتطوّرهَا. لذا يجبُ أن يمثلَ الميناءُ تاريخَ مدينتهِ مراعياً علاقتَه الوثيقةَ بينهِما، فبدورهِ الهامِّ يوجّهُ إلى استجابةٍ أفضلَ لطريقةِ التّفكيرِ في العلاقةِ بينَ المدينةِ والميناءِ، من خلالِ اتباعِ استراتيجياتٍ جديدةٍ وخططٍ مطورّةٍ لمواجهةِ القيودِ المفروضةِ على التّنميةِ الحضريّةِ المستدامةِ.

تعريفُ الميناءِ:

يُعرّفُ الميناءُ بأنّهُ مكانٌ لتحميلِ أو تفريغِ البضائعِ، أو الرّكابِ، أو الحصولِ على وقودٍ أو مؤنٍ أو ماءٍ، وكما يمكنُ اعتبارَهُ مكانٌ لركنِ أو حمايةِ السّفنِ والبواخرِ. ينطبقُ هذا المصطلحُ على هذه الأماكنِ سواءَ كانت طبيعيّةٍ أو صناعيّةٍ.

أنواعُ الموانئِ:

تصنّفُ الموانئُ إلى أنواعٍ مختلفةٍ حسبَ موقعِهَا وحجمِهَا وأنشطتِهَا والّتي يمكنُ تعدادُهَا كما يلي:

1.حسب الموقع

  • موانئٌ بحريةٌ:

هي الموانئُ الّتي تقعُ على المحيطاتِ، مثلَ ميناءِ روتردام في هولندا، وميناء شنغهاي في الصين.

  • موانئٌ ساحليةٌ:

هي الموانئُ الّتي تقعُ على سواحلِ البحارِ والمحيطاتِ، مثل ميناءِ الإسكندريةِ في مصر، وميناءَ دبي في الإماراتِ العربيّةِ المتَّحدةِ.

  • موانئٌ داخليةٌ:

هي الموانئُ الّتي تقعُ على الأنّهارِ والبحيراتِ، مثلَ ميناءِ أسوان في مصرَ، وميناءِ جينين في الصّين.

2.حسبَ النَّشاطِ:

  • موانئٌ سياحيّةٌ:

هي الموانئُ ذاتُ النَّشاط السّياحيِّ الّتي تستقبلُ السُّفنَ السّياحيّةَ، مثلَ ميناءِ ميامي في الولاياتِ المتّحدةِ الأمريكيّةِ، وميناءِ برشلونة في إسبانيا.

  • موانئٌ تجاريّةٌ:

هي الموانئُ الّتي تُستخدمُ لتحميلِ وتفريغِ البضائعِ، مثلَ ميناءِ نيويورك في الولايات المتّحدة الأمريكيّة، وميناءِ قوانغتشو في الصّين.

  • موانئٌ صناعيّةٌ:

هي الموانئُ التي تُستخدمُ لتصديرِ واستيرادِ المنّتجاتِ الصّناعيّةِ، مثلَ ميناءِ لوس أنجلوس في الولاياتِ المتّحدةِ الأمريكيّةِ، وميناءِ سابورو في اليابان.

3.حسبَ الحجمِ:

  1. موانئٌ كبيرةٌ.
  2. موانئٌ متوسطةٌ.
  3. موانئٌ صغيرةٌ.

مظاهرُ الانقسامِ بينَ المدينةِ والميناءِ: 

يتجلى هذا الانقسامُ في عدّةِ مظاهرٍ يمكنُ تعدادُها كما يلي:

  • الفصّلُ الماديُّ

يمكنُ أن يفصلَ بينَ المدينةِ ومينائِها حاجزٌ طبيعيٌ، كنهرٍ أو منحدرٍ، أو حاجزٍ صناعيٍّ كطريقٍ سريعٍ أو سكةٍ حديديّةٍ. ممّا يَحدُّ منَ التبادلِ الاقتصاديِّ والثقافيِّ بينَ المدينةِ والميناءِ.

  • الفصّلُ الوظيفيُّ:

اختلافُ الأنّشطةِ الاقتصاديّةِ والاجتماعيّةِ في الميناءِ والمدينةِ يؤدّي إلى فصلٍ بينَ السُّكانِ والمصالحِ المطلوبةِ، على سبيلِ المثالِ قد يكونُ الميناءُ تجاريّاً بينما تكونُ المدينةُ صناعيّةً أو سكنيّةً فيخلقُ صعوبةً في التّكاملِ بينَ الميناءِ والمدينةِ، مؤدّياً إلى مشاكلٍ اقتصاديّةِ واجتماعيّةِ.

  • الفصّلُ الاجتماعيُّ:

منَ الممكنِ أن يختلفَ سكانُ الميناءِ عن سكانِ المدينةِ بالثّقافةِ والتّعليمِ والتّوظيفِ والدّخلِ. فيؤدّي إلى مشاكلٍ اجتماعيّةٍ وصعوبةٍ في التّواصلِ.

قضيةُ انقسامِ العلاقةِ بينَ المدينةِ ومينائِها:

وذلكَ لعدّةِ أسبابٍ وعواملً يُمكنُ تسليطُ الضوءِ عليها والمتمثّلةِ فيما يلي:

  • أولاً، التّفككُ المكانيُّ والوظيفيُّ بينَ المدينةِ ومينائِها، حيثُ يعودُ هذا إلى نموِ الموانئِ ونموِها الصّناعيُّ نتيجةً للثورةِ الصناعيّةِ، والتّوسعِ العمرانيِّ للمدينةِ فقط دونَ إبداءِ أيِّ انسجامٍ معَ مينائِها، وكذلِك توسّعُ البنيّةِ التّحتيّةِ للميناءِ يخلقُ بشكلٍ متزايدٍ صراعاً في المصالحِ بينَ الأسواقِ متعددةِ النّطاقاتِ من ناحيةً، ونقلِ الحاوياتِ والسّلعِ تحتَ شبكةٍ النّقلِ الدوليّةِ من ناحيةٍ أخرى.
  • ثانياً، التّطوراتُ والتّغيُّراتُ الرّهيبةُ في النّقلِ البحريِّ، والأبعادُ المكانيّةُ للميناءِ أثّرت بشكلٍ كبيرٍ على واجهةِ المدينةِ السّاحليّةِ، فلم يَعد الميناءُ يلبّي وظائفَهُ الحيويّةَ بسببِ حجمِهِ مقارنةً بضخامةِ السُّفنِ وتطوّرِها معَ مرورِ الوقتِ.
  • ثالثاً، التّحدي المتمثلُ في عمليةِ نقلِ السّلعِ من الميناءِ إلى الجهةِ المحدّدةِ لها، نتيجةً لعدمِ تلبيةِ شبكةِ النّقلِ لهذهِ العمليّةِ على مستوى المنّطقةِ الحضريّةِ، مشكّلاً عرقلةً للنَّقلِ والسَّيرِ، والَّتي تؤثّرُ سلباً على العلاقةِ بينَ نظامِ النَّقلِ بينَ المدينةِ ومينائِها.
  • رابعاً، المنطقةُ الفاصلةُ بينَ المدينةِ والميناءِ تعتبرُ منطقةً حسّاسةً في المدينةِ السّاحليّةِ، لكونها تُشكّل انقساماً حقيقيّاً بسببِ طابعَها الجغرافيِّ المختلفِ.
  • خامساً، الرّغبةُ في تحقيقِ الاستدامةِ البيئيّةِ الاجتماعيّةِ شكّلت تحديّاً كبيراً في وجهِ المدينةِ السّاحليّةِ.

عواقبُ الفصلِ بين المدينةِ ومينائِها:

تسبّبَ الفصلُ بينَ المدينةِ ومينائِها بعدةِ مشاكلً وعواقبً، أهمُّها:

  • أولاً، الإهمالُ والتّخلّي عن الموانئِ القديمةِ والّتي تعتبرُ نواةً للمدينةِ السّاحليّةِ وتراثاً عمرانيّاً هامَّاً.
  • ثانياً، عمليّةُ هجرةِ الميناءِ نتيجةً لنقلِ بعضِ الأنشطةِ المتعلّقةِ بهِ، أدّى إلى تدهورِ العلاقةِ بينَ نظامِ المدينةِ والميناءِ، ولم تُعير أيَّ اهتمامٍ للأنّشطةِ المتعلّقةِ باستصلاحِ المناطقِ المهملةِ من الميناءِ وجوارِهِ، بل سبَّبَ في تدهورِها وإشغالِها بصناعاتً من قطّاعاتً أخرى لا مجالَ لها في هذهِ المنطقةِ الفاصلةِ منَ المدينةِ الساحليّةِ، ولا تمتُّ بأيِّ صلةٍ بالمجالِ الأساسيِّ لأعمالِ الميناءِ.
  • ثالثاً، أصبحت قضايا السَّلامةِ والأمنِ أكثرَ بروزاً نتيجةً للتطوّرِ بينَ النّظامينِ، حيثُ تمَّ تقييدُ الوصولِ إلى الميناءِ بجدارٍ لا يسمحُ للجمهورِ بالوصولِ إليهِ، فحجبَ بذلكَ المحورَ البصريَّ والنَّظرةَ الجماليّةَ للمدينةِ السّاحليّةِ من جهةً وسبّبَ بتمزيقِ الواجهةِ السّاحليّةِ من جهةٍ أخرى.
  • رابعاً، ظهورُ مناطقٍ مهجورةٍ أو غيرُ متماشيةٍ معَ القوانينِ المنصوصِ عليها في المدنِ السّاحليّةِ.
  • خامساً، أصبحت الواجهةُ البحريّةُ نقطةٌ سوداءٌ، لكثرةِ ازدحامِ السَّيرِ فيها نتيجةً لتصادمِ النّظامينِ معَاً.

أهميةُ تحسينِ العلاقةِ بينَ المدينةِ ومينائِها:

أدركت معظمُ المدنِ السّاحليّةِ أنَّ الميناءَ موقعٌ استثماريٌّ ومَعلَمٌ تاريخيٌّ هامٌّ، فتوجّهَت لتعزيزهِ والمحافظةِ عليهِ، وذلكَ بالاستفادةِ منهُ بإنشاءِ واجهاتٍ بحريّةٍ جذّابةٍ تعكِسُ رغبةَ النَّاسِ برؤيةِ مدينةٍ ساحليّةٍ ذاتُ تاريخٍ وطابعٍ تراثيًّ خاصٌّ بها، فإعادةُ تطويرُ الواجهةِ البحريّةِ تعتبرُ أحدَ أبرزِ المظاهرِ القيّمةِ للمدنِ السّاحليّةِ، الَّتي تهتمُّ بالنّواحي البيئيّةِ والحرصِ على الحفاظِ الجّانبِ التَّاريخيِّ والنّشاطِ الاجتماعيِّ، والسّعيِ إلى تفعيلِ وتحسينِ القاعدةِ الاقتصاديّةِ للمدينةِ ومينائِها الَّتي يجبُ ألَّا تتعرضَ للإهمالِ أو الخطرِ. كما يمكنُ للاستخداماتِ المثاليّةِ للأراضيِ الصّناعيّةِ، التّرفيهيّة، التّجاريّةِ والسّكنيّةِ أن توجَّهَ لتحقيقِ نجاحِ هذهِ الرّؤيةِ المستقبليّةِ، الَّتي تمَّ إثباتِ نجاحَها في كلٍّ من ميناءِ مرسيليا وميناءِ برشلونة وميناءِ طوكيو.

وكذلكَ فإنَّ عمليةَ التَّباعدِ بينَ المدينةِ ومينائِها خلقتَ فرصَاً لإعادةِ تطويرِ مناطقِ الموانئِ الغيرِ مستغلّةٍ أو القديمةِ أو حتّى المهجورةِ منها والَّتي تعتبرُ نقطةٌ إيجابيّةٌ. لذا تمَّ وضعُ خططٍ واستراتيجياتٍ لتطويرِ العلاقةِ المستقبليّةِ للمدنِ السّاحليّةِ وموانئِها من قِبَلِ الرَّابطةِ الدوليّةِ للمدنِ والموانئِ، فيما يلي بعضُ الاستراتيجياتِ الَّتي يمكنُ استخدامُها في تعزيزِ وتحسينِ العلاقةِ والتّعاونِ بينَ النّظامينِ: 

  • أولاً، تسهيلُ عمليةِ النَّقلِ، وذلكَ بتصميمِ نمطٍ مروريٍّ يسهّلُ ويستجيبُ لطرقِ النّقلِ بالشاحناتِ، تفادياً لحركةِ المرورِ المزّدحمةِ والكثيفةِ من جهةً وتعزيزُ وسائلُ النَّقلَ العامِ من جهةٍ أخرى.
  • ثانياً، إنشاءُ واجهةٍ بحريّةٍ نابضةٍ بالحياةِ مرفقةً بأنشطةٍ ثقافيّةٍ وترفيهيّة، كالمعارضِ والمتاحفِ والمسارحِ والمدرجاتِ في الهواءِ الطَّلقِ، لجذّبِ السُّكانِ إلى الميناءِ من ناحيةً وتوفيرِ فرصِ العملِ وخلّقُ فعالياتٍ واستثماراتٍ جديدةٍ من ناحيةٍ أخرى.
  • ثالثاً، إنشاءُ ممرّاتٍ وسلالمَ عمرانيّةٍ وحواجزَ خاصّةَ لكسرِ الانفصالِ الجغرافيِّ بينَ المنطقةِ الحضريّةِ والبحريّةِ، أو ما يُسمّى بالمواقعِ الانتقاليّةِ بينَ النّظامينِ.
  • رابعاً، تحسينُ المرافقِ الملّحقةِ بنطاقِ ميناءِ المدينةِ بإطلالاتٍ ساحرةٍ على الواجهةِ البحريّةِ، كتخصيصِ مساحاتٍ للتنزّهِ وإضافةِ مساراتٍ للمشاةِ والدَّراجاتِ الهوائيّةِ، والعملِ على تحسينِ أوضاعِ المرافقِ والمشاريعِ الموجودةِ مسبقاً في الموانئِ ومحيطِها للوصولِ إلى فعاليّةٍ ومستوىً أفضلَ من ظروفِ السّلامةِ والأمانِ.
  • خامساً، إنشاءُ مشاريعٍ متعددّةِ الاستخداماتِ تحوِي على مساحاتٍ ثقافيّةٍ وتجاريّةٍ وسياحيّةٍ متنوعةٍ (متاجر، مقاهي، مكتبات، فنادق..) تخدّمُ الميناءَ ومحيطهِ. هذهِ المشاريعُ والبرامجُ تنّدرجُ على طولِ الواجهةِ البحريّةِ، ممّا يرفعُ سلاسةَ المرورِ عبرَ المساحاتِ العمرانيّةِ ضمنَ المدينةِ ومينائِها، وتوفيرِ فعالياتٍ وإطلالاتٍ رائعةٍ للزّوارِ والسُّيّاحِ. 
  • وأخيراً، يجبُ الأخذُ بعينِ الاعتبارِ احتياجاتُ ووجهاتُ نظرِ الجهاتِ والسّلطاتِ المسؤولةِ ومستخدمِي الميناءِ.

أمثلةٌ لموانئٍ حلّت مشكلةَ الانقسامِ الوظيفيِّ بينَ المدينةِ ومينائِها:

  • ميناءُ هامبورغ في ألمانيا.
  • ميناءُ سنغافورة.
  • ميناءُ شنغهاي في الصّين.
  • ميناءُ مرسيليا في فرنسا.
  • ميناءُ طوكيو في اليابان.
  • ميناءُ برشلونة في إسبانيا.

المعرض:

تاريخ النشر:

7.1.2024

شارك المقال :
المساهمون :

الإعداد:

الإشراف العلمي:

التدقيق اللغوي:

التنسيق:

التحرير:

القراءة الصوتية:

المصادر :
  • جغرافية المدن ، محمد مرسي، دار النهضة العربية، القاهرة، 2010
  • الموانئ البحرية ، أحمد عبد المجيد، دار النهضة العربية، 2010
  • Port-city interface: the melting pot of the port-city relationship: هنا
  • Port Economics, Port city relationships: هنا
  • REHABILITATION DE L’INTERFACE URBANO PORTUAIRE Cas du vieux port d’Oran.2014/2015 (Univ. De Mostaganem). Par BENHENDA Asma & BEROKHROKH Amel: هنا
  • Ville et port ; mutation et recomposition note de Synthèse et de bibliographie .Paris. Les éditions villes et territoires,1997. Par Boubacha, E. D,DAVOULT.
  • The port-urban interface: an area in transition. New York. Arean°14, 224p, 1982. Par HAYUTH Y .
  • Mémoire sur l’obsolescence portuaire.2014/2015. Par PAUL LANDAUER, JEAN-AIME SHU
مقالات مختارة ..مقالات مختارة ..مقالات مختارة ..
مقالات مختارة ..مقالات مختارة ..مقالات مختارة ..
مقالات مختارة ..مقالات مختارة ..مقالات مختارة ..