وهي النباتات التي تتم تربيتها في المساحات الداخلية كالمنازل أو المكاتب، وتتميز بجمالها وألوانها المتنوعة، وتعتبر أحد العناصر الأساسية في تزيين المساحات الداخلية والخارجية، وتعتبر إضافةً رائعةً لأي بيئةٍ تحتاج إلى لمسةٍ من الطبيعة والحياة. لا نهدف من زراعتها إلى جني الثمار أو استهلاكها، بل نقوم بذلك لأغراضٍ جماليةٍ فقط. ولكن يجب أن تتأقلم هذه النباتات مع المناخ وظروف المكان الذي تتواجد فيه، فـــهي تحتاج إضاءةً كافيةً (إما طبيعية أو صناعية)، ومع ذلك يجب تفادي تعرضها لأشعة الشمس في فترة الظهيرة، حيث يمكن أن يتسبب ذلك في حروقٍ لأوراقها.
لقد كانت نباتات الزينة تستخدم منذ العصور القديمة كرمزٍ للجمال والتجديد، فقد كان الإنسان يزرع النباتات الجميلة في حدائقه ومنازله لخلق جوٍ من السعادة والانتعاش في المكان، ومع مرور الزمن، تطورت فنون تربية وتنسيق النباتات لتشمل مجموعةً متنوعةً من الأشكال والأنماط، مما أدى إلى توفير مجموعةٍ واسعةٍ من نباتات الزينة المتاحة في السوق اليوم. وتعتبر نباتات الزينة أكثر من مجرد أشجارٍ وأزهارٍ جميلةٍ، فهي تلعب دوراً مهماً في تحسين جودة الهواء وتنقيته من الملوثات الضارة، على سبيل المثال النباتات ذات الأوراق الكبيرة والمتسلقة يمكن أن تساعد في زيادة رطوبة الهواء عن طريق تبخر الماء من أوراقها، وبالتالي يمكن أن تكون مفيدة في المناطق ذات الجو الجاف. أما النباتات ذات الأوراق الكثيفة فهي مثالية لتقليل الضوضاء وتوفير بيئةٍ هادئةٍ ومريحةٍ.
بصفةِ عامةِ، يمكن القول بأن نباتات الزينة تلعب دوراً كبيراً في تعزيز البيئة المحيطة وتحسين الصحة العامة، فإضافة اللمسة الخضراء إلى المساحات المعيشية والعملية يمكن أن تعزز الراحة النفسية وتقلل من التوتر والإجهاد، كما أن لها العديد من الأنواع والفوائد الأخرى سنستعرض بعضها في هذا المقال.
إن تأثير النباتات على البيئة لا يقتصر فقط على الجمال الذي تعكسه على المكان، بل يتعداه إلى التأثير الإيجابي على صحة البيئة، وذلك عن طريق إطلاق الأوكسجين في الهواء وامتصاص ثاني أكسيد الكربون، يساهم النبات في تنقية الهواء وتحسين جودته، كما يلعب دوراً مهماً في دورة الماء وتنظيمها. بالإضافة إلى ذلك قد تكون فكرةً جيدةً إهداء باقةٍ من الزهور أو نباتات الزينة في أصيصٍ أو وعاءٍ إلى مريضٍ في المستشفى، حيث أثبتت الدراسات أنها تساعد على تسريع عملية الشفاء، تعمل النباتات على تنقية الهواء من الغبار والعفن، وتعمل كمرشحاتٍ طبيعيةٍ عن طريق احتجاز مسببات الحساسية والجزيئات الأخرى المحمولة في الهواء، وهذا يؤكد الفوائد الصحية التي تأتي مع امتلاكها والعناية بها.
1) تحسين جودة الهواء وترطيبه:
تقوم النباتات بتنقية الهواء وتقليل تأثير الملوثات فيه، حيث تقوم الأشجار بامتصاص الغازات الضارة والملوثات الجوية وزيادة نسبة الأوكسجين في الهواء وتنقيته من غاز ثاني أكسيد الكربون عن طريق عملية التركيب الضوئي، وتَفرز نباتات الزينة بخار الماء أثناء عملية التنفس، وهذا يساهم في رطوبة الهواء المحيط ويمنع جفافه.
2) تساهم في التخفيف من آثار تغير المناخ:
تلعب النباتات دوراً فعالاً في التخفيف من آثار المناخ من خلال امتصاص ثاني أكسيد الكربون وإطلاق الأوكسجين، كما تساهم في تبريد البيئة عن طريق عملية التبخير المناعي، وتحسين جودة الهواء من خلال امتصاص الملوثات الجوية، وتساهم في الحفاظ على التنوع البيولوجي وتعزيز استدامة النظم البيئية.
3) التخفيف من الحساسية:
تساعد نباتات الزينة على حجز الجسيمات الهوائية المسببة للحساسية، مما يقلل من تواجدها في الهواء، ومن هذه النباتات يعتبر (البنفسج) الأكثر فعالية في هذا الصدد، ومع ذلك ينصح الخبراء بتجنب اختيار النباتات التي تحمل حبوب التلقيح لتفادي أي ردود فعل للحساسية.
4) توفير الراحة النفسية:
تتميز النباتات بتنوع ألوانها المبهجة، وتحيطنا بجوٍ يتسم بالراحة والاسترخاء، مما يساهم في تغيير المزاج العام، وعادةً ما يفضل الموظفون في بيئة العمل استخدام نباتات الزينة، مما يخلق بيئةً مريحةً نفسياً للعاملين في المبنى أثناء أداء مهامهم، ويقلل من التوتر في أيام العمل الطويلة.
5) فلترة الهواء:
يتم إطلاق مركباتٍ عضويةٍ متطايرةٍ من السجاد والدهانات وما إلى ذالك من عوامل أخرى موجودةٍ في المنزل، مما يسبب في اختناق البعض أو تعرضهم للحساسية وتوهج العينين والجلد، فــتقوم بعض من نباتات الزينة بامتصاص هذه المركبات والتقليل منها في الهواء مـــثل اللبلاب الإنجليزي وسرخس الهليون وشجرة التنين.
8) سرعة الشفاء:
تأثير النباتات والزهور على عملية الشفاء يتمثل في تحسين المزاج وتقليل مستويات الإجهاد، وهذه العوامل تساعد في تحفيز نظام المناعة، كما أن الدراسات أثبتت أن المرضى يتحملون الألم بشكل أفضل ويحتاجون إلى أدويةٍ أقل عندما تتوفر نباتاتٌ وخضرةٌ في الأنحاء، حيث ينصح المختصون بزهرة الأوركيدا أو زنبق السلام عند زيارة مريضٍ في فترة تعافي وتعتبر هذه الزهور مفيدةً لتعزيز الشفاء وإضافة طابع الإيجابي على المحيط.
9) العناية بالصحة النفسية:
يمكن أن يكون الاهتمام بالنباتات الحية مفيداً في التخفيف من القلق و الإكتئاب، تحسين التركيز، وبالنظر إلى ذلك قام بعض المعالجين باستخدام الحدائق والبساتين كوسيلةٍ للمساعدة في معالجة الاكتئاب والانفصام والحالات العقلية الأخرى.
10) تحسين عملية النوم:
ويرجع ذلك إلى عملية إصدار النباتات للأوكسجين أثناء الليل كما ذكرنا، وهو عاملٌ مهمٌ لتحسين جودة النوم، حيث يمكن أن يساعد تواجد النباتات داخل غرفة النوم في تهدئة الأعصاب وزيادة نسبة الراحة أثناء النوم.
بالإضافة إلى ما سبق فإن الغطاء النباتي والأشجار بشكلٍ خاص تلعب دوراً هاماً في البيئة الخارجية والداخلية على النحو التالي:
وهي الأكثر ملاءمةً للمنزل لطول عمرها الذي يمتد أحياناً إلى عامٍ مع بقائها مخضرّةً ومزهرةً، إلا أن هذه النباتات مهما طالت مدة بقائها حيةً فلها عمرٌ افتراضيٌ لا تتعداه، بسبب نموّها في بيئةٍ مغايرةٍ لبيئتها الطبيعية، وتنتمي هذه النباتات إلى المناطق الاستوائية مما يجعلها تتطلب حرارة تصل إلى 10درجة مئوية، وقد تحتاج في فصل الشتاء إلى غرفٍ مدفأةٍ، والبعض منها قد يفقد جاذبيته ومظهره.
انتشرت بشكلٍ واسعٍ في خمسينيات القرن الماضي، حيث بدأت الانطلاقة بنباتات الكاوتشوك والهيدرا. وتعتبر النباتات الورقية إضافةً رائعةً لأي مكانٍ توضع فيه فهي تعطي لمسةً من الجمال والحياة بأوراقها الجميلة وألوانها البهية.
أمثلة:
يُعرف ب أيضًا باسم "شجرة الراحة" نظرًا لقدرته على التكيف في ظروف نمو منخفضة الإضاءة والعناية البسيطة. هذا النبات محبٌّ للظل ويزدهر في المساحات المظلمة والمعتدلة داخل المنازل والمكاتب، ويزرع في أصصٍ غير عميقةٍ بعيداً عن التيارات الهوائية ومصادر التلوث الجوي، يحتاج إلى جوٍ دافئٍ ورطبٍ في الشتاء، وهو من النباتات العشبية المعمرة التي تنمو إلى ارتفاع 120 - 150 سم.
الأوراق شكلها بيضوي مدبب، ألوانها تتراوح ما بين الأخضر الداكن إلى الأخضر الفاتح، عريضةُ منتصبةُ وتعطي للنبات مظهراً زخرفيا جميلاً.
وطولها قد يصل إلى 90سم ويعتمد على ظروف النمو المتوفرة، ويجب ملاحظة أن بعض أصنافها يحتوي على موادّ سامة قد تسبب تهيجاً بالجلد أو الغشاء المخاطي، لذا يجب تجنب الإتصال المباشر معها.
يعود أصلها إلى أمريكا الجنوبية، وهي من النباتات العشبية ذات الخضرة الداكنة. تتنوع ألوان أوراقها فمنها الأخضر وتدرجاته، ومنها الأصفر، ولها لونٌ أرجوانيٌ خلف كل ورقةٍ. أشكالها بيضوية أو رمحية، تنمو إلى الأعلى لتصل إلى 1-0.5م. وتبدو كل ورقةٍ كأنها يدٌ مدهونةٌ بعلاماتٍ مميزةٍ، وتنتج عناقيد زهريةً. سبب تسميتها بـ (الكلاثيا) هو التفاف أوراقها نحو الأعلى في الليل.
وهي نوع من أنواع النباتات التي تزرع في أصصٍ داخل المنازل أو في الحدائق وهي محببة للكثير من الناس بسبب جمالها وتنوعها. تتميز بأوراقها الجذابة الملونة وزهورها الجميلة والمتنوعة في الألوان والأشكال، وتنتج في المشاتل وتعرض للبيع. غالباً ما يتم شراؤها وهي تحتوي على براعم جاهزةٍ للتفتيح في المنزل، وتعيش بشكلٍ دائمٍ تحت ظروف الغرفة ولكن يشترط أن تتم تلبية جميع احتياجاتها. يعتبر وجودها في المنزل أو المكاتب سحرياً حيث تضيف لمسةً من اللون والحياة، وروائحها لطيفةٌ ومنعشةٌ.
أمثلة:
نبات ذو أصلٍ آسيويٍ يتميز بجمال أزهاره وأوراقه اللامعة، ينتمي إلى عائلة الشاييات (Theaceae Family). طول أوراقه10 سم، وتتميز بأزهاره الجميلة المتنوعة التي تتكون من العديد من البتلات المتراصة معاً مما يمنحها مظهراُ جذاباً.
تظهر البراعم بكثرة في أوائل الربيع، لكن تسقط بسرعةٍ إذا تم نقل النبات من مكانٍ إلى آخر، وهو نبات شتويٌ يزهر في فصل الشتاء والربيع، ويحتاج إلى حرارةٍ معتدلةٍ وتربةٍ جيدة التصريف وغنيةٍ بالمغذيات لينمو بشكلٍ صحيٍ ويزهر بشكلٍ جيد.
وهو نباتٌ زهريٌ معروفٌ برائحته العطرة الزكية، ينتمي إلى عائلة الزيتونيات Oleaceae Family))،
وأصله من آسيا الاستوائية، يتميز بأزهاره البيضاء، ويعتبر رمزاً للحب والجمال والسعادة. تستخدم أزهاره لصناعة الشاي والمستحضرات الجمالية، وتنمو بشكلٍ ملحوظٍ في فصل الصيف وتتوقف عن النمو بشكل شبة تام في فصل الشتاء. أوراقه بيضوية خضراء غامقةً، وأزهاره بيضاء ناصعة.
تتميز بأنها تنمو وتتدلى من الأواني المعلقة، تستخدم لإضفاء الجمال إلى المساحات الداخلية، وتعتبر شائعةً في تزيين الشرفات والفناء الخلفي والحدائق الصغيرة. تزهر بشكلٍ مؤقتٍ تحت ظروف الغرفة وأزهارها زاهيةٌ وملونةٌ وسيقانها متدليةٌ وأوراقها مورقةٌ تضفي مظهراً مذهلاً. ويمكن أن تكون نباتات السلة المعلقة من النباتات الحولية أو المعمرة فبعضها يزهر في الظل والبعض الآخر يحتاج إلى أشعة الشمس.
أمثلة:
فم السمكة أو ما يسمى (حنك السبع) (Scrophulariaceae Family) وأصله من أوروبا وحوض البحر الأبيض المتوسط، وهي نباتات عشبية معمّرة، تزرع بشكلٍ رئيسيّ كحولياتٍ، تتعدد ألوانها فـمنها
الأصفر، الأحمر، الوردي، والأبيض وتعتبر جذابةً للنحل. تزرع لجمال أزهارها وتعدد ألوانها وتصلح أزهارها للقطف. يستمر نموها في الصيف وتزهر مبكّراً في الشتاء.
نباتٌ يتبع فصيلة النجمية، وهو صنفٌ شائعٌ من الأزهار موطنه الأصلي هو المكسيك، ويصلح للزراعة في كل مناطق العالم المعتدلة.
تتكاثر هذه النباتات بالجذور الدرنية، وتحتاج إلى تربةٍ غنيةٍ جيدة الصرف، ينمو إلى ارتفاع 30 سم، ولديه وريقاتٌ بيضوية الشكل مع زهرةٍ واحدةٍ أو مزدوجةٍ، الساق ورقيُّ يتراوح ارتفاعه بين 30 سم إلى أكثر من 1.8 - 2.4 م. أزهاره ليست عطرية مثل معظم النباتات ولكنها زاهيةٌ بشكلها وألوانها.
تختلف نباتات الزينة بالنسبة لاحتياجها للضوء على الرغم من أنها تتحمل الظل إلا أنها تحتاج للضوء من أجل تصنيع غذائها.
تحتاج النباتات إلى درجة حرارةٍ متوسطةٍ لإكمال نموها الخضري بنجاحٍ والقيام بالعمليات الحيوية المختلفة مثل التركيب الضوئي.
يجب توفير كميةٍ مناسبةٍ من الماء لنباتات الزينة وفقاً لاحتياجها، ويفضل ري النباتات عندما تبدو التربة جافةً قليلاً، وتجنب ريها بشكلٍ مفرط أو تركها في تربةٍ مشبعةٍ بالماء.
ويقصد بها الرطوبة الجوية، تحتاج بعض نباتات الزينة إلى رطوبةٍ مرتفعةٍ نسبياً، ويمكن توفير الرطوبة عن طريق رش الماء على الأوراق، أو استخدام مرطبات الهواء، والحفاظ على التربة مبللةً وعلى الجذور رطبةً.
تمتص النباتات العناصر الغذائية من خلال التربة للمحافظة على حيويتها. وقد تحتاج النباتات إلى إضافة الأسمدة بعد عدة أشهر.
يجب أن تكون التربة المستخدمة في الزراعة نظيفةً وخاليةً من الأمراض والحشرات الضارة، وتعتبر خلطة التربة العادية المتوفرة في المشاتل مناسبةً لمعظم أنواع النباتات.
قبل البدء في شراء النباتات لاستخدامها في التنسيق الداخلي يجب التأكد من الظروف البيئية التي ستوضع فيها النباتات وذلك يتحدد بعدة عوامل:
ونوع الإضاءة فاللمبات العادية لا تكفي لسد حاجة النبات من الضوء، ولذلك يجب إضافة لمبات النيون العادية أو اللمبات المتخصصة وذلك لتعويض نقص الإضاءة الطبيعية، بالإضافة إلى مراعاة درجة حرارة المنزل ودرجة رطوبته التي قد تلائم بعض أنواع النباتات دون أن تلائم البعض الآخر.
هناك أيضاً أنواعٌ عديدةٌ أخرى من النباتات لم نتطرق لذكرها لكثرتها وغنى تفاصيلها، ولكننا نستطيع أن نستنتج من مقالنا السابق ومن الأنواع التي تحدثنا عنها أن دور النباتات في البيئة الداخلية أكبر بكثيرٍ من كونه عنصراً جمالياً، وأن اختيار النبات المناسب للفراغ يحتاج دراسةً واهتماماً خاصاً، ومعرفة بكافة التفاصيل البيئية المتعلقة به حتى يحقق الفائدة والغاية المرجوة منه.