يعرف التصميم الداخلي بأنه الإشراف على تصميم وتنفيذ التصميمات الداخلية والمفروشات، وبأنه التصميم التخطيطي للفراغات التي يعيش بها الإنسان، وهو جزءٌ من التصميم البيئي ويرتبط ارتباطاً وثيقاً بالعمارة.
وهو أيضاً مهنةٌ متعددة الأوجه، يتم فيها تطبيق حلولٍ إبداعيةٍ وتقنيةٍ داخل هيكلٍ معين، لتحقيق بيئةٍ داخليةٍ مبنيةٍ. تكون هذه الحلول عمليةً، وتعمل على تحسين جودة الحياة وراحة شاغليها، ومنح المكان شكلاً جميلاً وأنيقاً.
أي أنه مجموع التخطيط والتصميم للفراغات الداخلية التي توفر حياةً ماديةً ونفسيةً طيبةً للناس، وتضمن بدورها سلامة المبنى. ركزت نظرية التصميم تاريخياً على المباني الخارجية وليس داخلها، على الرغم من أن الكثير من الحياة تهدر في الداخل وليس في الخارج، ودور التصميم هنا هو تحسين البيئة الداخلية المحيطة لقاطني الفضاء، لذلك من المهم إلقاء الضوء على المساحة الداخلية، وتطورها وتغيرها عبر التاريخ. سنتعرف في مقالنا على التطورات التاريخية للتصميم الداخلي بشكلٍ مختصرٍ.
العصور الوسطى:
في هذه الفترة تم إنشاء التصميمات الداخلية المعقدة للكنيسة والطبقة الغنية المحافظة على الثروة، لم يكن هناك مصممون مشهورون خلال هذه الفترة، ولم تكن هناك قطعٌ مميزةٌ. تم تصنيف العمل حسب نوع الحرفة التي يمارسها أعضاء مجموعةٍ مرتبطةٍ بمهمةٍ مماثلةٍ، تسمى النقابة.
عصر النهضة:
في هذا العصر كان الهدف هو المضي قدماً على أساس إنجازات الماضي، والمعرفة التي جاءت من الاستلهام من الكلاسيكية القديمة.
عصر الحركة الحديثة:
الحداثة أو العصرية، اسمٌ تم إطلاقه من قبل أربعةٍ من المهندسين المعماريين البارزين، والتر غروبيوس، لودفيج ميس فان ديروه، لوركوربوزييه، وفرانك لويد رايت.
جردت الحركة الحديثة الزخرفة غير الضرورية من الداخل، ونتيجة تطور وسائل التصنيع، تم تصنيع الإنتاج الضخم، واستلهم مصممو هذه الحركة مفاهيم الترشيد، مما جعلهم يفضلون استخدام مواد بناءٍ جديدةٍ، وتقنيات بناءٍ حديثةٍ، لتهيئة بيئةٍ أكثر اتساعاً ووظيفيةً لدرجةٍ أعلى، مما أدى إلى تغيير المجتمع إلى الأفضل، من خلال إنشاء نوعٍ من التصميم أكثر صحةً ومتاحٍ للجميع.
لم تكن وظيفة المصمم الداخلي موجودةً قبل القرن العشرين، وفي الحرب العالمية الأولى كان يعتبر من التجارة العتيقة. مع دخول القرن العشرين والتغيرات الاقتصادية والاجتماعية، بدأت تظهر مهنة المصمم الداخلي، ولكن توظيف مصمم للديكور الداخلي كان لا يزال رفاهيةً وذو تكلفةٍ عاليةٍ، فكان الأفراد الذين يسكنون المكان هم المسؤولون عن اختيار ديكورهم الخاص، من المنسوجات المناسبة وأغطية الجدران والأثاث والإضاءة والألوان. وكان الديكور الداخلي نادراً ما يغير التعديلات الهيكلية للمهندس المعماري، ولم تكن حينها مهنة الديكور الداخلي ذات أهميةٍ في الهندسة المعمارية، بل كانت تعتبر فرعاً من الأزياء.
تتعدد مجالات التصميم الداخلي لتشمل كل فضاءٍ ولتصبح أكثر تخصصاً ومن بين هذه المجالات:
التصميم الداخلي السكني:
والذي يهتم بتصميم دور السكن والعمارات السكنية والمجمعات...إلخ
التصميم الداخلي غير السكني (العام):
ويهتم بالتصميم الداخلي الرسمي الحكومي، أو التصميم الداخلي المؤسساتي والتجاري والصناعي وغيرهم من فروع التصميم الأخرى، ولكل تخصصٍ مجالاته الفرعية أيضاً.
التصميم الداخلي الخاص:
ويشمل التخصصات المتداخلة، منها تصميم المعارض والذي يتعامل مع مجالاتٍ أخرى مثل الجرافيك والإعلان وتصميم الديكور المسرحي والتلفازي وتصميم السفن. يضاف إلى مثل هذه التخصصات تصميم المتاحف والترميم، وغيرها من التخصصات الكثيرة المختلفة المتداخلة.
التصميم الداخلي هو انعكاسٌ للبيئات الثقافية والاجتماعية للدول، وإظهار خصائص الأنماط الحديثة، وهو المدرسة الفكرية المهيمنة التي تميز ثقافة فترةٍ معينةٍ وتؤثر عليها، على سبيل المثال، صنف روح العصر الحديث الهندسة المعمارية والفن والموضة، وأثر عليها خلال معظم القرن العشرين. اقترحت الأدبيات السابقة أن تفضيلات الناس لأنماط التصميم الداخلي تتأثر بطبقات المجتمع، وبتفاوت التعليم، وبالماديات لكل طبقةٍ.
يتم تحديد نمطٍ معينٍ من التصميم المعماري وفقاً لسماتٍ مشتركةٍ تتكرر في نماذج التصميم. تتأثر درجة الأسلوب بعدد السمات المشتركة وجودتها. يعتبر تحديد أنماط التصميم مسألة تفسيرٍ، يمكن أن تشمل الميزات والشكل والنمط والمواد والملمس واللون.
الأنماط هي مجموعةٌ من السمات كانت شائعةً خلال فترات، أو في ثقافةٍ أو منطقةٍ معينةٍ، مثل الأنماط الفكتورية والزينية والاستوائية. يمكن تعريف الأنماط الأخرى على أنها مجموعات ٌمن الميزات التي تثير مشاعر معينةً في الإنسان، مثل الأنماط الطبيعية أو البسيطة أو غير الرسمية.
ظهر هذا النمط في منتصف القرن العشرين، ويضم أثاثاً له سطحٌ أملسٌ، وخطوط حوافٍ بسيطةٍ دون زخارف. من السهل الحصول عليه عند إضافة مواد مثل الكروم والمعدن والزجاج. يتم الحفاظ على الديكور الداخلي والتزيين في الحد الأدنى، ويمكن مزج هذا النمط مع أنماط الأثاث الكلاسيكية.
عند وجود لوحاتٍ فنيةٍ يجب أن تكون بدون إطارات، والجدران تكون بألوانٍ محايدةٍ، ويكون التصميم مفتوحاً بحيث يسمح بتدفق الهواء، ويكون خالياً من الفوضى وبسيطاً.
يمكن اعتباره من أهم أنواع الفن الزخرفي في عصرنا. ولأنه فنٌ دائمٌ ليس له عصرٌ معينٌ، فغالباً ما يستخدم في القصور والبيوت ذات المساحات المتوسطة.
يتم اختيار الألوان والتصاميم للديكورات الحديثة مع لمسات الطراز الكلاسيكي الفاخر، من التفاصيل المذهبة، إلى قوة الإضاءة التي تعكس الأشياء اللامعة والمذهبة في التصميم الكلاسيكي.
الدهانات تكون بالألوان الفاتحة والمبهجة، مع الاحتفاظ ببعض تفاصيل الألوان المحايدة.
أما ألوان الأثاث فتكون مشتقةً من التربة (البيج والبني والقشدي، والخشب بألوانه الفاتحة والداكنة) بعيداً عن الألوان الصريحة والملفتة.
هو الأشهر عالمياً، فهو أسلوبٌ كلاسيكيٌ قديمٌ ودافئٌ يتسم بالأصالة والفخامة في جميع عناصره.
انتشر في القرن العشرين حيث سعى الكثيرين إلى إنشاء التصميمات الداخلية المستلهمة من الأنماط الأوروبية قبل القرن العشرين في القرنين الثامن والتاسع عشر.
غالباً يتم استخدام الأسقف الفاتحة، والجدران المحايدة المطلية باللون الكريمي أو الأبيض أو الرمل، كأنها قاعدةٌ للأثاث الخشبي الغامق المزخرف المصنوع من خشب الكرز أو الجوز أو الكستناء.
يمثل التصميم الاسكندنافي بساطة الحياة التي في بلدان الشمال الأوروبي، حيث الإضاءة الطبيعية وعناصر التزيين القليلة، والأثاث العملي.
يظهر ذلك في استخدام العناصر الخام وغير المكتملة في كثيرٍ من الأحيان بما في ذلك الأخشاب والحجار.
يشتمل التصميم الريفي على الدفء الذي يحاكي التصميم والتفاصيل المعمارية، التي تتمثل في الأسقف المزينة بعوارض خشبية أو أرضيات خشبية، والآن يتم دمج التصميم الريفي مع المفروشات والإكسسوارات الأكثر حداثةً.
تستخدم دائماً الألوان الدافئة المتمثلة بالبيج والأبيض والرمادي، وتتم غالباً إضافة لمساتٍ بظلال الباستيل الفاتحة.
من مميزاته دمج العناصر الطبيعية الخشب المضغوط والقش، وكذلك الكتان والقطن والجلد والأرضيات الخشبية العريضة.
هو نمطٌ غير رسميٍ كما يوحي الاسم، فهو شعورٌ بالثبات والصلابة غير المكتملة في العديد من العناصر.
الجدران الطوب والأنابيب والهياكل الفولاذية تترك بلا دهانٍ، لتساهم في إحداث تأثيرٍ دراماتيكيٍ.
يتميز هذا النمط بالأسقف العالية والأخشاب القديمة والمصابيح المعدنية المتدلية مع أثاثٍ عمليٍ متناثرٍ ومواسير معدنيةٍ.
أحياناً تضاف قطعةٌ واحدةٌ أو قطعتين من الفن التجريدي، أو التصوير الفوتوغرافي لإضافة لمسةٍ من اللون.
يتميز باحتوائه على عناصر طبيعيةٍ تجذب الهواء للداخل، مع عناصر مستوحاةٍ من الطبيعة للوصول إلى تصميم منازل نقيةٍ متجددةٍ، ومريحةٍ وأصيلةٍ.
يستخدم أثاثٌ من عناصر الطبيعة كالنباتات الصلبة، مثل الخيزران أو الروطان، أو الديكورات أو الأقمشة المنسوجة، أو قطعٌ تزيينيةٌ مصنوعةٌ باليد، غالباً مع الطبيعة المحايدة، مع استخدام ظلال اللون الأخضر، لتشكل هذه السمات المميزة لهذا النمط المتجدد والتصميم العصري. التصميم الداخلي الطبيعي يشعرك بالاتصال بالعالم الخارجي، ويعطي المنزل في الداخل مظهراً عضوياً وصحياً وأنيقاً.
التصميم الطبيعي محبوبٌ لما يعطيه من شعورٍ بالسلام والهدوء والانتعاش. عند اختيار هذا النمط، لا يتم اختيار القطع التي تبدو جميلةً فحسب، بل القطع المريحة التي تشمل اللون الأخضر وتتناسب مع نمط حياتك.
الوحدة في التصميم الداخلي:
هي اتساقٌ داخليٌ تنتج عند تجانس وتكامل جميع مبادئ التصميم. توجد عناصر متعددةٌ منها وحدة الشكل، وحدة الأسلوب، وحدة الفكر، وحدة الهدف، وهذه كلها تثير في المشاهد وحدة العمل الفني.
هناك طرقٌ كثيرةٌ لتحقيق الوحدة في الفراغات الداخلية ومن هذه الطرق تحقيق العلاقات التالية:
التقارب Contiguousness، التلامس Touch، التراكب Overlapping، التشابك Interlocking، التداخل Interpenetration، الانتماء Affiliation، وهذه جميعها عوامل تتميز بقدرةٍ على التجميع ونشأة الإحساس بوحدة الشكل.
تظهر الوحدة الساكنة في التكوينات المؤلفة من أشكالٍ هندسيةٍ منتظمةٍ، كالمثلث متساوي الأضلاع، والدائرة، ومشتقاتها الشكلية. توصف الوحدة الساكنة بكونها سلبيةً وكامنةً وغير فعالةٍ (Passive & Inert)، فهي ثابتةٌ وراكدةٌ دون حركةٍ. عندما يؤكد التصميم على موضوعٍ منفردٍ ومنتظمٍ ومتكررٍ يكون ساكناً، إذ تعتمد التصاميم الساكنة على الأشكال والأنماط المنتظمة المتكررة كما هو الحال في حالة الأشكال الهندسية المكررة، رغم وجود اختلافاتٍ شكليةٍ ضمنية. تتمثل الوحدة الساكنة في التكوينات الأوريغامية المتدفقة من فكر عمارة الطي، والتي تستند على الوحدات الهندسية المنتظمة.
تعد الحركة ظاهرةً فيزيائيةً، تستوجب فعل الإزاحة المكانية، تحمل الحركة مفهومين متضادين في التصميم الداخلي والمعماري، بوصفها فعاليةً ذات قيمةٍ مطلوبٌ التعامل معها. وتظهر الوحدة الحركية في أشكال النباتات والحيوانات، فهي إنمائيةٌ وحيةٌ وفاعلةٌ، وتوصف بأنها متدفقةٌ. وتتمثل الوحدة الحركية بالأشكال المستمرة المتدفقة كالسلم الحلزوني اللوغاريتمي Logarithmic Spiral))، وانسيابي مستمر التدفق.
18-19
متطلبات الوحدة (Unity Requirements):
للوحدة متطلباتٌ يجب وجودها في الفراغ الداخلي، وهذه المتطلبات هي:
وحدة الفكر (Unity of Idea):
هي المرحلة الأولى في عملية التصميم، وتتموضع بين اقتراح التصميم الأولي والنماذج الأولية. ويجسد مفهوم التصميم فكرة المصمم ونيته في هذه المرحلة، ويقوم المصمم بتحديد الخطوط الفكرية والمظهرية، ووظيفته التصميم بشكل عام.
وحدة الأسلوب (Unity of Style):
هي القدرة على تركيب الاستعارات والعلاقات في مكانٍ وزمانٍ معينين، وبطريقةٍ معينةٍ لإنتاج الدال الشكلي والمدلول الرمزي، إذ إن شخصية المصمم وأثرها على أعماله تظهر في الأسلوب الذي يميزه، والذي يُكتسب تدريجياً بالنمو المستمر إلى حد النضوج (Maturity). فجميع الأعمال الفنية العظيمة في الموسيقا والأدب والعمارة، تتميز بوحدة الأسلوب الناضج لمؤلفيها ومصمميها، والأسلوب هو الفنان نفسه وشخصيته، وعندما يتمكن الفنان من التعبير عن شخصيته في أعماله، فإنه بذلك يصل إلى اللغة أو الأسلوب الأصيل. فالأسلوب هو أثرٌ يتركه المصمم في تصاميمه، ليعرّف بها عن ذاته المكنونة وخبراته المعرفية المكتسبة، وتميزه عن غيره من خلال أعماله التصميمية المبتكرة، مشكلاً نتاجاً أو حالةً خاصةً به، وهويةً لقراءة تلك التصاميم من قبل المتلقي. ويتطلب أسلوب المصمم الداخلي الخبرة والوعي الفكري والثقافي، ولا سيما التعلم عن طريق الاستلهام من الطبيعة، وأعمال المصممين الآخرين.
هو إعادة شيءٍ ما بشكلٍ معينٍ وهيئةٍ ما عبر حالةٍ من الإدراك لفعل التكرار، فالتكرار يعبر عن ترسيخٍ للعناصر، إذ إنه يخدم عناصر الفضاء من خلال خلق الترابط بين عناصر الفضاء الداخلي. ونحصل على التناغم بتكرار الكتل والمساحات الملونة وحداتٍ تكون متماثلةً، أو مختلفةً أو متباعدةً، وبين كل واحدةٍ وأخرى تقع مسافاتٌ تعرف بالفواصل. إن عملية التكرار تتكون من عنصرين أساسيين متبادلين أحدهما بعد الآخر، على دفعاتٍ تكرر كثيراً أو قليلاً، هما الوحدات (Units)، والفواصل Intervals))، وهذا ما يخدم توحيد الصورة لإعطاء هويةٍ، ووحدةٍ شكليةٍ للفراغ. ولا يشترط في التكرار أن تكون مفردة الشكل مكررةً، بل للمصمم الخيار في جعلها معكوسةً أو مقلوبةً، أو متبادلة ًمع مراعاة الدقة عند التقسيم والنظام في العمل، أي أن تنسجم المفردة التي تم تكرارها مع بنية الفضاء الداخلي، وبما لا يتعارض مع مبدأ الوحدة والتنوع فيه. أو يؤدي به إلى أن يكون عملاً مسطحاً، يميل إلى الرتابة، إذ إن التكرار لا يقتصر على الأشكال فحسب، وإنما يتعداها إلى العناصر البنائية الأخرى، فقد يتكرر الخط أو الملمس أو اللون أو الاتجاه.
ويعد التكرار واحداً من أهم المنطلقات لتحقيق الوحدة في العمل التصميمي، من خلال اللون أو الاتجاه أو الشكل، ووحدات الإضاءة وتكرار الأشكال على الأقمشة، والسجاد وورق الجدران، والأشكال الزخرفية في العمارة. ولغرض إضعاف الرتابة يأتي التباين بين الوحدات بعضها مع البعض الآخر دون الفترات وبالعكس، وهذا ما يعرف بالتكرار غير التام وهو على نوعين:
التكرار المتناوب: وهو تتالي الوحدات بصورةٍ غير منتظمةٍ، ويحصل عن طريق تكرار العناصر لخلق الوحدة في التكوين مع إجراء تغيرات في بعضها لكسر الرتابة، ونجد ذلك في أمثلةٍ مثل تكرار الأقواس في الواجهة المعمارية مع إدخال تغييرٍ في أحجامها.
التكرار الحر: الذي يعطي إيقاعاً حراً، ويعد التكرار من الأسس المهمة جداً في زيادة الفضاءات الداخلية جمالاً، ويمكن أيضاً أن تترابط الوحدات بالتلاصق، من خلال طريقة الترتيب والتنظيم للعناصر، ومبدأ انتقالاتها ومواقعها واتجاهاتها.
يقوي التأكيد والوحدة البصرية على الرغم من الإيقاع الرتيب الذي يؤكده، والإنسان يفسره بجهدٍ أقل مما يؤدي بذلك إلى سرعة عملية الفهم والإدراك، لذلك يعد التشابه من أسهل وأبسط العمليات المتبعة في تحقيق الوحدة في الفضاء الداخلي، وذلك بإدخال عناصر متماثلةٍ تسهل ملاحظتها. وتتأكد وحدة العديد من التصاميم نتيجة التشابه في العديد من عناصرها أو كتلها أو لونها، أو درجة الإضاءة وعلاقاتها، مع إضافة من التنوع البسيط في تنظيمها المكاني.
من المتطلبات الشكلية الهامة لأي عملٍ تصميميٍ، وهو أن يسيطر جزءٌ معين من أجزاء الهيئة على بقية الأجزاء، إذ يكون جانب النظر أولاً، مع الاحتفاظ بوحدة العمل التصميمي. ولا تقتصر السيادة على عنصرٍ معينٍ وإنما تشمل جميع العناصر، ويمكن أن تتجسد في نوع الخط أو اتجاه الحركة، أو في شكل المسطحات أو في شدة اللون.
تتحقق السيادة باختلاف عنصر الموضوع الرئيسي عما حوله، على سبيل المثال، الدائرة تسود على الخطوط المائلة، والمستطيل يسود على الخطوط المنحنية، والشكل المنتظم يسود على مجموعة الخطوط غير المنتظمة.
هو التوزيع المناسب للأشياء في الفراغ، لخلق توازنٍ بصريٍّ وتكوين الراحة البصرية، حيث التصميم غير المتوازن يخلق توتراً بصرياً.
وفيها يستخدم الشكل المتماثل، حيث تتكرر الأشياء أو تنعكس على طول محورٍ مركزيّ، ويعني تقسيم المساحة بالتساوي إلى جانبين، يعكس كلٌ منهما الآخر كأنه شيءٌ واحدٌ أمام مرآة.
يتم تحقيق ذلك من خلال استخدام عددٍ فرديٍ من العناصر المتناقضة، حيث يتم استخدام الخطوط والألوان والأشكال في الفراغ دون تكرارٍ، مما يعبر عن وجهين من العمل الفني ليسا متماثلين تماماً، لكنهما لا يزالان متوازنين بصرياً.
لا يتعين على مخطط التوازن هذا استخدام خطٍ مركزيٍ، ولكنه يعتمد بشكلٍ أكبرٍ على إحساس العين بالتوازن، لإكمال التصميم.
بدلاً من وجود كائناتٍ متطابقةٍ على جانبي المحور المركزي، تحتوي مساحات التوازن غير المتكافئة على كائناتٍ مختلفةٍ ذات وزنٍ بصريٍ متساوٍ على جانبي الخط.
هو انتشار عناصر التصميم حول نقطةٍ مركزيةٍ. يكون التصميم الشعاعي دائرياً تقريباً، ويتم ترتيب العناصر حول نقطةٍ مركزيةٍ، ويتجه هذا الترتيب إما للداخل أو للخارج. نرى هذه التصميمات الشعاعية غالباً في المنازل ذات الطراز الكلاسيكي وذات المساحات الكبيرة.
هو تعزيز التأكيد على شيءٍ ما داخل الفراغ في التصميم. قد يكون التركيز على عملٍ فنيٍ أو قطعة أثاثٍ كبيرةٍ، أو عناصر تصميمٍ أخرى. يستخدم التركيز لجذب الانتباه، وهو أول ما يجذب العين في التصميم، ويمكن التأكيد عليه بالحجم والشكل والملمس واللون.
بنظرةٍ عامةٍ هو الاختلاف والتناقض والتضاد، وحينما يقال صورةٌ متباينةٌ فإن ذلك يعني اختلاف حجمها وطريقة رؤية محتواها من عينٍ إلى أخرى، والتباين كمعنىً مطلق هو قوتان كلٌ منهما ضد الأخرى، إن ظهرت إحداهما اختفت الأخرى، كالليل والنهار لا يتواجدان معاً.
وفي التصميم الداخلي يقصد به الاختلاف بين عنصرين أو أكثر في التكوين، كلما زاد الاختلاف بين العناصر زاد فهمها ومقارنتها، ويقال إنها متناقضةٌ مع بعضها البعض.
يستخدم للتأكيد على هدفٍ تصميميٍ معينٍ مرتبطٍ غالباً بالوظيفة في هذا الفراغ، ورؤيته في تحقيق التصميم الناجح. وفيما يلي تحليلٌ لبعض التصميمات المستخدم بها التباين مع العناصر المختلفة للتصميم وتوضيح الغرض التصميمي.
التباين بعناصر الإضاءة في واجهة محل، حيث تم استخدام أسلوب الإضاءة المركزة، من خلال مصدرٍ ضوئيٍ علويٍ وجانبيٍ مركزٍ، فظهرت بقعة الإضاءة وحولها ظلالٌ قويةٌ حققت وظيفة شد الانتباه.
يظهر التباين باللون بخطة الألوان الثلاثية، حيث تم استخدام اللونين الأزرق والأصفر ما بين الحائط بصورةٍ اهتزازيةٍ رفعت من ضيق المكان إلى قوةٍ ديناميكيةٍ حققت وظيفة الطعام بصورةٍ ناجحةٍ.
عالج المصمم منطقةً منعزلةً بجانب السلم الداخلي لمنزلٍ وأمامها منطقة ممر حركة، فاستخدم التباين في اللونين الأزرق والأصفر الذهبي، بغرض إحياء هذا المكان الضيق المنعزل، وعمل حركةٍ اهتزازيةٍ لشد الانتباه.
حقق المصمم التباين في ملمس الخامات المختلفة، ففي جهة اليمين تم تجليد الحائط بقشرة خشب الجوز، ولم يتم دهان الخشب بطبقةٍ لامعةٍ، بل تُرك خشناً بحالته الطبيعية، أما في جهة اليسار فقد تم وضع بلاطات بورسلين لامعٍ، وللوصول لأقصى تباينٍ وضعت سجادةٌ في وسط الغرفة، بزخارف هندسيةٍ لتأكيد مبدأ التباين في الملمس، بين السجادة والخشب والبورسلين.
الصورة الأولي: يتضح هنا بين العناصر السلبية، وهنا يمكن اعتبارها الطاولة بالمقاعد، حيث اللون الأبيض المائل للأصفر المحايد، وبين العناصر الإيجابية وهي الحائط بالخلفية، ذي اللون الغامق بتأثيرات الدهان المموجة، حيث أعطت قوةً للون بتأثيرٍ حركيٍ، وأكده اللوحات المعلقة في الخلفية، فهي متناسقةٌ بأسلوب مساحاتٍ ديناميكيةٍ.
الصورة الثانية: التباين هنا يظهر بين السقف وباقي الفراغ، السقف بقوة تقسيماته الهندسية، والتناوب فيها بين الغائر والنافر، والذي يظهر كعنصرٍ إيجابيّ، وباقي الفراغ بما فيه من مساحاتٍ وأثاثٍ بسيط الخطوط، فيظهر كعنصرٍ سلبيً.
النسبة والقياس هي الطريقة المثالية لتحقيق الشعور بالراحة، من خلال موازنة الأشياء مع بعضها البعض سواءً في الحجم أم في الشكل أم في اللون. بفهم هذا المبدأ نفهم كيفية استخدام الفراغ، سواءً أكانت غرفةً كبيرةً أم صغيرةً، حاول اختيار الأثاث الذي له نفس الارتفاع والأبعاد، وتتناسب مع المساحة.
بعد اختيار الأثاث نحتاج إضافة مجموعةٍ من الإكسسوارات التي يمكن تعريفها على أنها العناصر التجميلية، التي تغني التصميم الداخلي وتضفي إليه صفاتٍ جماليةً وتعبيريةً، ويمكن تصنيفها إلى:
الإكسسوارات النفعية:
مثل مصادر الإضاءة الثانوية (الأباجورات)، والساعات والخزفيات، والتي تعكس عند اختيارها هوية شاغلي الفضاء.
الإكسسوارات الثانوية:
تخدم التفاصيل المعمارية، وتوضح ارتباط الخامات المستعملة مع بعضها، فضلاً عن أشكالها وسطوح القطع المستخدمة في تأثيث الداخل.
الإكسسوارات التزيينية:
عناصر تحدث بهجةً ولا دور نفعي لها، ومنها القطع الفنية التي تعود إلى فتراتٍ زمنيةٍ معينةٍ، وكذلك النباتات الظلّية والمزروعات التي تخلق جواً من الحيوية والبهجة على الفضاءات الداخلية، التي أصبحت الآن سمة التصميم الحديث، حيث المتعة وكسر الملل.