من أكثر المواضيع تداولاً في وقتنا الحاضر هي تكنولوجيا الروبوتات. حيث بدأت الروبوتات تدخل تقريباً في مجالات الحياة اليومية كافة، مثل: التصنيع، والرعاية الصحية، العمارة والفضاء، والمجالات الخدمية وغيرها، هذه الفكرة على الرغم من شموليتها واحتوائها على أنظمة الذكاء الصناعي إلا أن مصطلح الروبوتات أصبح هدف أساسي للإستخدام الأمثل-التكنولوجيا والتطور الإيجابي للمستقبل-لذالك أصبحت تكنولوجيا الروبوت الآن صناعة عالمية واعدة، كما أصبح مستوى تطويرها معياراً لقياس قوة الدولة الصناعية.
الروبوت:
عبارة عن آلة صُممت من خلال نظام هندسي يجعلها تعمل كبديل للأيادي البشرية العاملة، رغم مظهرها غير الشبيه بمظهر البشر إلّا أنّها قادرة على أن تؤدي الوظيفة المطلوبة منها بالطريقة التي يؤديها البشر.ومن هنا سنتحدث عن دور الروبوتات والثورة التي أحدثتها في مجال العمارة.
دور الروبوت في العمارة :
على الرغم من كونه مجالًا ناشئًا، فإن الروبوت في الهندسة المعمارية ليس مجالًا مجهولًا. هناك مجالات مختلفة يمكن فيها توسيع نطاق استخدام الروبوت. وتشمل البناء، وعمليات التصميم، والديكورات الداخلية والأثاث، والمناظر الطبيعية، والتصنيع والإنتاج، والمواد، والأساليب والأنظمة الهيكلية والميكانيكية.
تُستخدم الروبوتات لإنتاج نماذج ثلاثية الأبعاد دقيقة فعليًا، وكذلك جسديًا وبدقة كبيرة. إنها تسمح للمصمم بتصور المشروع بالكامل قبل البناء. علاوة على ذلك، يمكن للمهندس أن يختبر مواد مختلفة في تلك النماذج لتحديد قوتها ومرونتها. واختيار المناسب حسب خصائصه ومتطلباته.
ليس هذا فقط، بل يتم استخدام الروبوتات على نطاق واسع في وحدات التصنيع لإنشاء أجزاء من المواد المستخدمة في تشييد المباني.تساعد الرافعات وأذرع الروبوت الطويلة التجميع في الموقع.وأصبحت الطائرات بدون طيار خيارًا شائعًا لوضع القطع الصغيرة في مكانها الذي يتطلب عادةً استخدام مصعد هيدروليكي أو سقالات متقنة.
فتحت التكنولوجيا الروبوتية في الهندسة المعمارية الباب أمام إمكانيات لا حصر لها للمستقبل. لقد شكل تطوير التقنيات الجديدة العمارة في ما نراه في الوقت الحاضر وسيستمر في القيام بذلك مع مرور الوقت.
دور الروبوت في قطاع الإنشاء والتشييد (البناء)
إن استخدام الروبوتات جنبًا إلى جنب مع أدوات التصميم الرقمية، يعني أن الجمالية الجديدة تصبح ممكنة، بأشكال وأنماط جديدة يكاد يكون من المستحيل تحقيقها بدون الآلات الآلية من حيث الدقة والأفكار الإبداعية والجمالية. بالإضافة لإنشاء هياكل مذهلة مبنية بالكامل في زمن قياسي بواسطة الروبوتات.
حيث قام المهندسون المعماريون بتركيب روبوت مناور في حاوية شحن معدلة - "وحدة تصنيع متنقلة" يمكنها السفر إلى أي مكان في العالم. أخذت إلى مانهاتن قبل بضع سنوات، حيث بنى الروبوت هيكلًا من الطوب يبلغ طوله 22 مترًا (72 قدمًا) في وقت قياسي.
وفي مشروع آخر في سويسرا استخدام الروبوت لبناء هيكل خشبي، والذي يتكون من 16 عنصرًا ملتويًا مصنوعاً من 372 شريحة خشبية.البناء بأكمله عبارة عن دعم هيكلي وسقف وغلاف لمبنى في الوقت نفسه. تم إنشاء العناصر بواسطة روبوت يتم التحكم فيه رقميًا، والذي قام بقص الشرائح ووضعها بدقة وفقًا لنمط حسابي. يتم تدوير كل عنصر على حدة، مما ينتج عنه تقدم في المساحات المتنوعة بمهارة. يتوافق منطق الفتحات والإنحناءات وكذلك التفاصيل الجمالية مع قواعد البناء الخشبي. تضفي المعالجة الرقمية تعبيرًا جديدًا على المواد الخشبية التقليدية.
وفي مشاريع أخرى، تم استخدام الروبوت كآلة طحن ونقش، لإنشاء أجزاء يمكنها تشكيل صوتيات غرف معينة.
الروبوت في المريخ:
أصبح المستحيل والخيال في الإنتقال وبناء وتشييد المباني خارج عالمنا والإنتقال إلى الفضاء واختيار مكان بديل للأرض للعيش فيه في مساكن تلبي احتياجات الفرد من ضرب الخيال والأحلام ,ويعود ذلك الفضل إلى التطور التكنولوجي للعمارة، حيث جعلت الروبوتات والتكنولوجيا أمراً ليس بالمستحيل.
هو عبارة عن بيت جليدي ثلاثي الأبعاد شبه شفاف ومدعوم بالألياف مطبوع بواسطة روبوتات جليدية مستقلة، كما هو موضح في فصل نوفيكوف.المعروف بإسم "Project Mars Ice House" ، المعروف بمنزل الجليد في المريخ، حيث يكون الهيكل بمثابة قاعدة صالحة للسكن في انتظار رواد الفضاء عند وصولهم
حصل فريق هندسة استكشاف الفضاء ومجموعة كلاود إيه او -وهما مجموعتان معماريتان بحثيتان - على المركز الأول بتصميمهما لمنزل الجليد، وتعتمد فكرته على اتّباع مبدأ "الماء أساس الحياة"، حيث استخدم الفريق نهج "اتّباع المياه" لوضع تصور لتصميمهم وتحديد موقعه وبنائه.
نشأ منزل المريخ الجليدي من ضرورة جلب الضوء والإتصال بالخارج إلى مفردات العمارة المريخية.وقد برز الإقتراح الفائز كواحد من المشاريع القليلة التي لم تهدف إلى دفن المنزل المريخي تحت الأرض، بدلًا من ذلك تمثل المقترح بالتنقيب عن الوفرة المتوقعة من الجليد تحت السطح في المناطق الشمالية لإنشاء قشرة جليدية عمودية رقيقة قادرة على حماية الأسطح الداخلية من الإشعاع، مع إمكانية المعيشة والإستمتاع بالحياة فوق الأرض.
ويمكن للغلاف الجليدي للمبنى أن يشتت الإشعاع فوق البنفسجي وإشعاعات الغاما، بينما يسمح للنور بالدخول.
يعمل الغلاف الجليدي كحاجز إشعاعي لحياة الإنسان والنبات بداخله. تعزز هذه القشرة الخارجية حدود حجم الضغط الذي يفصل الموئل عن الغلاف الجوي الرقيق للمريخ، بينما توفر مساحة لتنمو الحدائق المائية العمودية كما هو موضح في القطاع المنظوري.
من خلال ما سابق نجد أن الروبوتات فتحت عصر ونافذة جديدة في مجال العمارة والهندسة بشكل عام، حيث كانت الأفكار التي كان من الصعب تنفيذها والتي كانت محض الخيال أصبحت في متناول اليد، مما يدل على أن العمارة جزء لا يتجزء من أي تطور يحدث في العالم من حيث التقدم التكنولوجي و غيرها من التطورات التي ستحدث في المستقبل.
- رشا صالحة،(27يوليو2021). بحث عن الروبوت. تم الاطلاع علية في 11 أبريل 2021. من موقع موضوع، هنا
- Robotic Technologiesand Architectureتم الاطلاع عليه في 13 أبريل2022. من موقع Rethinking The future هنا
- محمد عبداللطيف،(12 أبريل2021).هل سيتجه الأنسان الى العيش في المريخ. تم الاطلاع علية في 13 أبريل 2021.من موقع نون بوست هنا
- Mars Ice House. تم الاطلاع علية في 13 أبريل2021. من موقع Melodie Yashar هنا
- ماركوس وايبل ،(11 سبتمبر2011).تمالاطلاع عليه في 14 أبريل 2021 IEEE Spectrum هنا