المجاورة السكنية

هاجر رحماني
هاجر رحماني
6.10.2022
المجاورة السكنية

يمكنك الاستماع للمقالة أيضاً:

المحتويات:

1- المقدمة

2- التخطيط الحضري

  • العناصر التي تحكم التخطيط
  • المفاهيم التي يعتمد عليها التخطيط

3- المجاورة السكنية

  • فكرة المجاورة السكنية
  • مفهوم المجاورة السكنية
  • أسس تخطيط المجاورة السكنية
  • الكثافة السكانية
  • تخطيط المجاورة السكنية وفق المعطيات المكانية

4- النتائج

5- المراجع

الإنسان في حاجة مستمرة إلى ما ينظم بيئته، لأن حياته، ومكان سكنه، وعمله، وترفيهه، وتنقله من مكان إلى آخر مرتبطة بشكل مباشر مع التخطيط. التخطيط الحضري ونظرياته بأبعاده البيئية، والإجتماعية،  والإقتصادية جاءت لخدمة المجتمعات والأفراد، ولحل المشاكل التخطيطية والتنظيمية لتسهيل العيش، التنقل والوصول إلى كل الأماكن التي يحتاج الإنسان الوصول إليها لممارسة حياته بطريقة سلسة تسهل وتساهم في تطوره، وكذلك الحفاظ على العلاقات الإجتماعية، لدورها المهم في استقرار الإنسان وتلبية حاجاته للإنتماء، وتحقيق الأمن النفسي، والإجتماعي، وأيضاً تعزيز إرتباط الإنسان بالبيئة التي يُعتبر جزء لا يتجزأ منها. العِلاقة الوطيدة بين البيئة، والمجتمع، والسلوك الفردي ينتج عنها تفاعلات تُأثر بشكل مباشر على النسيج، والطابع العمراني، وأيضاً شكل الحياة وخصائصها.

التخطيط الحضري

هو علم يهتم بتطوير، وتصميم، وتنظيم البيئة الحضرية المبنية، وهذا بتسخير إمكانياتها، ومواردها للإستخدام، والإستغلال الأمثل بطريقة تلبي إحتياجات، وتطلعات الإنسان، كما أنه يختص بدراسة الأنشطة داخل البيئة الحضرية المبنية، والتي تؤثر على نمو، وتكوين تلك البيئة، ومحاولة التحكم فيها، وتوجيهها بطريقة إيجابية لتحقيق أقصى الفوائد للسكان بوضع خِطَّة واستراتيجية ذات رؤية معينة وأهداف محددة تكون مرنة وقابلة للتنفيذ بوسائل مشروعة، ومتقدمة تقنياً مع حماية البيئة الطبيعية.

التخطيط الحضري هو علم واسع المجال يجمع بين متغيرات عديدة، ذو أبعاد بيئية اجتماعية واقتصادية وحتى سياسية، يضبط نمو المدينة ويقترح حلول لمشاكلها الحالية والمحتملة الوقوع، كما يعطي تصور لتوسعها من خلال تحديد المناطق الملائمة، ويخطط المدن الجديدة، والأقاليم بما يتلائم مع المتغيرات، كما أنه يختص بتخطيط استخدامات الموارد الطبيعية والطاقات. يقوم المختصون في هذا المجال بالدراسات، والتحليل، والتفكير الإستراتيجي، والتصميم الحضري، وتقديم التوصيات العامة، والمتابعة، والمراجعة، والتقييم. ويتسع هذا المجال العلمي ليشمل عدة مجالات فرعية مثل: تخطيط المناطق،  ولإستعمالات الأراضي، والتنمية الإقتصادية، والتخطيط البيئي، وتخطيط النقل

العناصر التي تحكم التخطيط:

التخطيط يعني رسم صورة مستقبلية مرنة تتجاوب مع التغيرات والتطورات، وفق معطيات مكانية وزمانية وبإستخدام أفضل الوسائل والتقنيات بطريقة عقلانية، لتحقيق أهداف محددة وهو عكس العفوية والإرتجال.

يحكم عملية التخطيط عدة عناصر وهي:

  • الوقت

ويعتبر مورد من الموارد التي يجب استغلالها وإدارتها بشكل أمثل، حيث يوضع لكل مشروع أجل محدد سواء قصير المدى يصل إلى خمس سنوات، متوسط أقل من 15 سنة، طويل المدى يصل إلى أكثر من 20 سنة

  • المكان

يهيمن على المكان مجموعة من العناصر الطبيعية التي تفرض أحياناً قيود على المخطط، مثل المناخ والتضاريس وأخرى موضعية كالصخور وطبيعة التربة والمياه.

  • النشاط البشري

بكل أنواعه الإقتصادية والإدارية والعمرانية والإقتصادية.

يعتمد التخطيط الحضري على الإستغلال الأمثل لكل الموارد البشرية والمادية والمعنوية دون هدر، وتحقيق المنفعة القصوى منها لجميع السكان، لا تكون صورته مكتملة إلا بعد تجسيده وتنفيذ المخططات على أرض الواقع حينها تظهر مزاياه التي يجب تعزيزها والأخطاء والمشاكل التي يجب تداركها وإيجاد حلول فعالة لها. من بين أهدافه التنبؤ بالمستقبل وتحدياته ووضع إستراتيجيات لتحقيق التنمية في جميع المجالات.

المفاهيم التي يعتمد عليها التخطيط:

  • الواقعية
  • ترتيب الأولويات
  • الشمول والتكامل
  • الإستمرارية
  • المرونة
  • التوازن بين النواحي الإقتصادية والإجتماعية

المجاورة السكنية:

فكرة المجاورة السكنية:

فكرة المجاورة السكنية كانت وليدة ما نتج عن تضخم المدن من ضياع للقيم الإجتماعية والطبيعية في المدن الأمريكية والأوربية، ظهرت في الربع الأول من القرن العشرين تقريباً للمخطط الأمريكي كلارنس بيري، في بداية الأمر، قدمت الفكرة على شكل تقرير أو مقال عند إعداد التخطيط الإقليمي لنيويورك وتطوير مناطق حضرية جديدة. كان الهدف منها هو حماية المجتمع من التفكك الإجتماعي .حيث قال بيري أن شعور الإنتماء والولاء إلى الحي السكني أو المجاورة السكنية يمكن أن يحل كثير من المشاكل الإجتماعية

مفهوم المجاورة السكنية:

هي نظرية تخطيط تقوم على تجميع المساكن حول مجموعة من الخدمات الأساسية التي يستطيع الساكن الوصول إليها بدون مشقة، في مركزها المدرسة الإبتدائية التي تسع ما بين 300 – 400 تلميذ, يكون تخطيطها بطريقة تمنع وتحد المرور الآلي وضمن مسافة مقبولة تمكّن من السير على الأقدام دون عبور الشوارع المكتظة بالسيارات، توفر المجاورة السكنية مجموعة من الخدمات التعليمية  والصحية والتجارية وأخرى لتغطي حاجات الساكن اليومية إلى أنها تعتمد على المدينة في خدمات أخرى كونها جزء لا يتجزأ منها، تحوي أيضاً أماكن ترفيهية ومساحات خضراء لتعزيز الإحتكاك والتفاعل الإجتماعي بين السكان، كل هذا مع تهيئة الظروف الآمنة والملائمة لإحداث تقدماً حضارياً مع تجنب التلوث والإزدحام المروري. وتسمى أيضاً وحدة الحي السكني أو الوحدة الإجتماعية أو الوحدة التخطيطية.

أسس تخطيط المجاورة السكنية:

  • الحجم

يتراوح نصف القطر الذي مركزه المدرسة الإبتدائية إلى أبعد نقطة في المجاورة بين ربع ونصف ميل لذلك المساحة الكلية لها تأثير على السكان والكثافة السكانية

  • الحدود

قد تكون حدود طبيعية كالمجاري المائية أو التضاريس كالجبال والتلال أو طرق المواصلات الموجودة أو المقترحة لتخطيط المجاورة والتي تسمح بالمرور العابر وتحافظ على استقلاليتها وتميزها. كما يرسم حدود المجاورة عناصر أخرى مثل المناطق الصناعية والتجارية والمساحات الخضراء المخصصة للترفيه، هذه الحدود يجب أن تغطي كل عمليات التنمية.

  • شكل المجاورة

ليس للمجاورة شكل محدد متفق عليه، يتحكم فيه عدة عوامل منها شكل الموقع ومساحته وهي تأثر أيضاً على تخطيطها سواء من ناحية تصميمها أو توزيع المرافق بها أو تخطيط شبكة الطرق داخلها، قد يكون الشكل الأقرب والذي يناسب مفهومها هو الدائري أو المربع أو الأقرب إليهما لتمركز الخدمات من مدرسة ابتدائية وأماكن ترفيهية بأنصاف أقطار متساوية البعد بالنسبة للسكان.

  • الخدمات

تتمثل في خدمات الإسكان وتشمل المساحة المخصصة للمسكن والفضاء المحيط به من حديقة منزلية ومدخل السيارة، والمرافق العامة. كالخدمات الأساسية والتي تتوزع داخل المجاورة في حين توضع الخدمات ذات المساحات الكبيرة كالمخازن والمستودعات على أطرافها الخارجية

  • المناطق المفتوحة

وتكون بمعدل 10% من المساحة الكلية

  • الطرق الداخلية

تتفرع من الطرق الشريانية ولا تشجع على المرور العابر، مع تخطيط شوارع محلية للمرور الإضطراري حيث قام المخططان هنري رايت وآليرنس شتاين عام 1929 بتخطيط مشروع السوبر بلوك في نيوجرسي مدينة رادبورن بإتباع أسس نظرية المجاورة السكنية، إذ وضعت الشوارع الرئيسية على حدود أرض المشروع وتفرعت منها أخرى ثانوية مغلقة بميدان صغير في نهايتها تستخدم كمكان للترفيه، أحدت المشروع صدى في ذلك الوقت في مجال تخطيط التجمعات السكانية.

  • الكثافة السكانية

اعتمدت النظرية على إنشاء بيئات سكنية ذات كثافة معتدلة قدرت بحوالي خمسة مساكن منفردة لكل فدان على أساس أبعاد البلوك السكني في حدود40×100 قدم، هي كثافة مناسبة آنذاك، أما عدد السكان المقترح فترتكز قيمته على العدد اللازم لقيام مدرسة ابتدائية يتراوح هذا العدد بين 5000 و 9000 نسمة

تخطيط المجاورة السكنية وفق المعطيات المكانية:

1/ تخطيط المجاورة السكنية وفق المعطيات البيئية:

في البيئة الصحراوية تتحكم الظروف البيئية لأي مدينة في تخطيط المجاورة السكنية، ففي البيئة الصحراوية يجب أن تكون التصاميم مغلقة إلى الداخل وذات منافذ خارجية محدودة ومع تداخل الأبنية مع بعضها البعض وإقامة أحزمة خضراء تحيط بالأبنية ومن الداخل أيضاً لأن الأشجار تحد من حرارة الجو والرطوبة وأيضاً من الأتربة والغبار، وتقليل الشوارع بإتجاه الصحراء

أما في المناطق الواقعة ضمن بيئة صحراوية جزئياً، يكون الإنفتاح في الجهات غير الصحراوية والإنطلاق في الجهات الصحراوية في البيئة الزراعية

يكون تخطيط وحدات المجاورة السكنية في البيئات الزراعية بشكل منفتح كلياً نحو الخارج لجمال الطبيعة والجو

2/ تخطيط المجاورة السكنية وفق متطلبات الأمن:

الأمن والأمان من أهم العناصر التي يبحث عنها الإنسان في رحلته للبحث عن مسكن، يكون تخطيط المجاورة السكنية بطريقة تمنع السارق ومرتكبي الجرائم من تنفيذ مخططاتهم بسهولة حيث يجب أن تكون كل الواجهات مكشوفة للسكان ليسهل مراقبتها، أيضاً يجب أن تتوفر المجاورة على مخارج محددة يسهل استخدامها في حالة وقوع حريق أو زلزال، كما يجب أن يتوفر فيها مستلزمات الدفاع المدني كالملاجئ الآمنة.

3/ تخطيط المجاورة السكنية وفق المعطيات الإجتماعية:

يكون تخطيط المجاورة السكنية بطريقة تبني علاقات اجتماعية قوية بين السكان وتعزز شعور الإنتماء إليها يكون الولاء لها وتذوب كل الفوارق والإختلافات، وهذا ما يحث عليه توزيع المناطق الترفيهية داخلها وأيضاً تخطيط شبكة الطرق بشكل متدرج.

4/ تخطيط المجاورة السكنية وفق الوضع الطوبوغرافي:

الوضع الطوبوغرافي من العناصر المهيمنة في التخطيط، ويتحكم بشكل مباشر في شكل المجاورة حيث نجد مجاورات على ضفة نهر أو شاطئ بحر أو على حافة هَضْبَة أو سفح مرتفع

النتائج:

حاولت نظرية المجاورة السكنية تغطية كل معايير التخطيط ومعالجة المشاكل التي كان يعاني منها المجتمع الغربي آنذاك من تفكك اجتماعي وتلوث ومشاكل المرور، و أصبحت فكرة رائدة في مجال التخطيط؛ حيث قام العديد من المخططين بتحوير الفكرة بما يناسبهم، إلا أنها لم تحل المشاكل بشكل جذري ولا يزال النموذج يحتاج إلى تطور، ومواكبة لتحديات الحياة، ودراسة اجتماعية معمقة قبل تطبيقه حتى يكون ملائم لعقلية ونمط حياة السكان ولا يكون مجرد نموذج للنواة الصغرى لتركيب المدينة

المعرض:

تاريخ النشر:

14.4.2023

شارك المقال :
المساهمون :

الإعداد:

الإشراف العلمي:

التدقيق اللغوي:

التنسيق:

التحرير:

القراءة الصوتية:

المصادر :
  • المدخل الى التخطيط الحضري، د.عنتر عبد العال ابو قرين، 2020
  • نظريات في تخطيط المدن، د. أحمد كمال الدين عفيفي
  • تخطيط المدن نظريات. أساليب. معايير. تقنيات ، د. خلف حسين علي الدليمي، 2015، عمان، دار صفاء للنشر والتوزيع
  • تخطيط المجاورة السكنية. د مهندس أحمد خالد علام، د مهندس محمود محمد غيث. 1995، القاهرة
مقالات مختارة ..مقالات مختارة ..مقالات مختارة ..
مقالات مختارة ..مقالات مختارة ..مقالات مختارة ..
مقالات مختارة ..مقالات مختارة ..مقالات مختارة ..