هندسة الأرض أو تنسيق المواقع المعمارية Architecture Landscape هو تخصص متكامل وفريد من نوعه وهذا التخصص ليس مجرد تجميل المواقع أو تنسيقها وتحسينه، إنما هندسة المناظر الطبيعية تتضمن مختلف التخصصات مثل البستنة، الفنون الجميلة، علم النبات، الهندسة المعمارية، علوم التربة، التصميم الصناعي، الهندسة المدنية، الجغرافيا، البيئة، وحتى علم النفس البيئي. من إنشاء الحدائق العامة إلى تصميم الغابات الحضرية.
وبهذا يمكن تعريف هندسة الأرض Architecture Landscape بأنها علم وفن وتصميم الفراغات الخارجية لاستعمالات الإنسان لتكون أمنة وعملية وجميلة ومتناسقة ومناسبة للخدمة الوظيفية والجمالية للإنسان وهي جزء لا يتجزأ من التخصص الأشمل للعمارة في دول العالم المتقدمة. أول من أطلق اسم هندسة الأرض على هذا التخصص هو المعماري فريدريك لو أولمستد Frederick Law Olmsted
بدأت مسيرة أولمستد المهنية في هندسة المناظر الطبيعية في عام 1857 عندما فاز هو وكالفرت فو بمسابقة لتصميم سنترال بارك في مدينة نيويورك.
كانت جامعة هارفارد أول جامعة تمنح درجة البكالوريوس في هذا التخصص وذلك في عام 1910. ثم انطلقت أول جمعية لهذا التخصص في العالم وهي جمعية المعماريين الأمريكيين لهندسة الأرض ASLA.
“American Society of Landscape Architucture”
و بدأ هذا التخصص بالإنتشار حتى أصبح في عام 1985 يضم 20 ألف مهندس معماري ويتطلب الإنضمام لهذه الجمعية إجتياز امتحان مزاولة مهنية مكثفة وخبرة تدريبية. وفي أوائل السبعينيات بدأت أول فكرة لإنشاء جمعية عالمية لمثل هذا التخصص وهو ما يعرف الآن بإسم :IFLA
“International Federation of Landscape Architecture”
الإستدامة:
الحديقة المستدامة هي حديقة مصممة للحفاظ على الموارد الطبيعية وتعزيز نوعية الحياة للأشخاص من حولها. بإستخدام النباتات المحلية والمزايا الجغرافية لتكون أكثر كفاءة، و أيضاً ممتعة. لإنشاء حديقة مستدامة أو تطوير حديقة قديمة لتكون صديقة للبيئة فهناك بعض المبادئ التي يجب توافرها:
التخطيط العمراني:
تربط هندسة المناظر الطبيعية بين المناطق الحضرية والطبيعة. بالإضافة إلى القيمة الجمالية التي تضيفها المناظر الطبيعية للمدينة إلا أنها توفر طريقة يمكن بواسطتها أن تستجيب المناطق للبيئة حتى تساهم في تطوير مجتمعات صحية. كعزل الكربون، ومنع تآكل التربة حول المباني، وزيادة كفاءة الطاقة، واستعادة الموائل للحياة البرية في المنطقة. كما أنه يوفر الوسائل التي يمكن من خلالها تنظيف جريان مياه الأمطار عن طريق تصفية الملوثات، وتشجيع المزيد من إمدادات المياه الجوفية، والحماية من الفيضانات، وكذلك تحسين جودة الهواء.
هناك العديد من المدن المستدامة التي توفر المساحات الخضراء الرائعة كما إنها تبذل جهداً لإعادة التدوير واستخدام الطاقة المتجددة وتحقيق أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة. كمدينة كوبنهاغن بالدنمارك والتي تعرف بأنها المدينة الأكثر خضرة بالعالم، حيث أنها تتبع أعلى المعايير للطاقة المستدامة والغذاء والتصميم. وأيضاً مدينة زيورخ بسويسرا ومدينة سنغافورة بسنغافورة
وأيضاً الإمارات التي تشهد توسعاً ملحوظاً في تشييد المدن المستدامة كمدينة "مصدر" بأبو ظبي، و "المدينة المستدامة" بدبي.
التسلسل التاريخي لنشأة الحدائق:
جدير بالذكر أن الحدائق بوضعها الحالي لم تظهر هكذا دفعة واحدة بل إنها مرت بمراحل عدّة من التطور منذ أن عرفها المصريون القدماء كوحدة هندسية منظمة أقيمت على أسس تنسيقية محددة وأحضرت لها النباتات من بيئات أخرى ثم انتقلت فكرة إنشاء الحدائق من القدماء المصريين إلى الآشوريين والبابليين ثم الفرس فالرومان، والإغريق الذين طوروا حدائق من سبقوهم وأنشأوا مثيلاً لها في روما وأثينا. ثم ظهرت الحدائق الصينية واليابانية، فالأندلسية بطرازها الإسلامي المعروف ثم الحدائق الفرنسية والإنجليزية والإيطالية. وهكذا أخذت الحدائق تتطور بشكل سريع ومتلاحق وازدادت أعدادها وأهميتها، ويتطور معها فن التصميم والتنسيق حتى وصلنا إلى الإتجاه الحديث الذي جمع بين التنسيق الطبيعي والتنسيق الهندسي في تصميم بسيط يعكس ميل الإنسان في العصر الحديث إلى البساطة في مسكنه وملبسه وأثاث بيته، بل في جميع فنون حياته الأخرى.
دور مهندسي المناظر الطبيعية:
دور مهندسي المناظر الطبيعية ليس مجرد تجميل، ولكنه يتعلق بإنشاء المساحة نفسها، وخلق أجواء التطوير، وخلق جودة البيئة المبنية. يغطي عملهم مشروعات متنوعة تتراوح من تصميم وتخطيط المتنزهات والحدائق والعقارات السكنية إلى تصميم وَسْط المدينة والمواقع الرياضية وتحسين الأرض.