1- التخطيط الحضري

• مفهوم التخطيط الحضري
• أبعاد التخطيط الحضري  
• مهام التخطيط الحضري  

2- التصميم الحضري

• مفهوم التصميم الحضري  
• أبعاد التصميم الحضري
• مهام التصميم الحضري

المقدمة:
‍مع مرور الزمن وحداثة المعيشة، يتزايد النمو السكاني حول العالم وتتطور احتياجات الإنسان نتيجة لذلك النمو وتلك الحداثة، حيث يصبح الإنسان بحاجة إلى حياة أفضل جودة، وأكثر ترتيباً وتنظيماً. وقبل آلاف السنين نشأت القرى الزراعية البدائية في بلاد الرافدين، ثم بدأت المقومات الحضارية بالظهور شيئاً فشيئاً، حتى نشأت أول حضارة تاريخية والتي تعرف بالحضارة السومرية، بعد ذلك أخذت الأنشطة البشرية تتمدن حتى ظهرت أول مدينة خلال الألفيتين الخامسة والسادسة قبل الميلاد.

اهتمت الحضارات بمستقبل المدينة وحجمها، فقاموا بوضع معايير ومبادئ تتحكم في عملية إنشاء المدن وتنميتها، كما وضحوا العناصر الرئيسية التي يتعين توافرها ضمن الهيكل العمراني للمدينة. تطورت المدينة تدريجياً حتى عصر الثورة الصناعية في القرن السادس عشر بعد الميلاد، فقد أحدث ذلك العصر تغييرات اجتماعية، واقتصادية، وبيئية، وتكنولوجيا لم تكن المدينة مهيأة لها آنذاك. وفي ضوء تلك التغييرات والتطورات أصبحت المدينة تحتاج إلى تخطيط يربط بين جغرافيتها، وعمرانها، ومجتمعها، واقتصادها، وذلك ما أدى لإستحداث ما يعرف بالتخطيط الحضري.

نشأ التخطيط الحضري ليجعل حياة الفرد أفضل من خلال ترتيب وتنظيم أنشطته المعيشية، وإتاحة استفادته من الموارد الطبيعية مع الحفاظ على استمراريتها للأجيال القادمة. ومع نشأة التخطيط الحضري، ظهر ما يعرف بالتصميم الحضري. فكلا التخطيط الحضري والتصميم الحضري لهما نفس الرتبة التخطيطية حيث يكمل أحدهما الأخر، ويقدم كلاهما المخطط التفصيلي لمكان ما، ولكن هناك فرقان أساسيان بينهما وهما المقياس والفترة الزمنية حيث يتمحور التخطيط الحضري حول إدارة استعمالات حيز مكاني على مستوى مدينة ومناطق حضرية و أحياء سكنية ضمن فترة زمنية قصيرة أو بعيدة تتراوح بين 5 إلى 20 سنة، بينما يتناول التصميم الحضري التفاصيل والمعالم المكملة للتخطيط الحضري ضمن الحي السكني والمنطقة الحضرية كالمباني والحدائق والشوارع وممرات المشاة ضمن فترة زمنية قصيرة.

في هذا المقال، سيتم توضيح مفهوم التخطيط الحضري والتصميم الحضري، وأبعاد كل منهما بالإضافة إلى مهامهما.

 1- التخطيط الحضري:

مفهوم التخطيط الحضري:

التخطيط الحضري هو المجال الذي يساعد مخططي المدن على تحويل رؤية التنمية المستدامة إلى واقع ملموس بإستخدام البيئة المحلية كمورد رئيسي، من خلال التعاون مع مجموعة واسعة من أصحاب المصلحة في هذه العملية حيث تمتد على نطاق مدينة أو منطقة حضرية. التخطيط الحضري الجيد يتضمن أهدافاً متوسطة وطويلة الأجل توفق بين الرؤية الاجتماعية والتنظيم الراجح، ليحقق أقصى استفادة من ميزانيات البلديات من خلال إنشاء البنية التحتية والخدمات، وتنمية الاقتصاد، وتحقيق التوازن بين متطلبات النمو والحفاظ على الموارد البيئية.

أبعاد التخطيط الحضري:

1.  الطبيعة الجغرافية للموقع:

الخصائص الطبيعية للمنطقة المراد تخطيطها تعد من أهم العوامل المتحكمة بالتخطيط حيث تلعب دور رئيسي في تصميم البيئة المريحة للفرد، وكيفية معالجتها لظروف وخصائص منطقته، و تشمل عدة أقسام منها:

• طبوغرافية الأرض

وهي تضاريس المنطقة التي تحدد كيفية التوسع، واستعمالات الأراضي، والأنشطة التي ستضمها المنطقة.

•  نوعية التربة

حيث يجب دراستها وتحليلها من ناحية التركيب الكيميائي وقوة التحمل، لتحديد أنظمة الأبنية الهيكلية المناسبة.

•  جيولوجية وهيدرولوجية الأرض

وتشمل النشاط الزلزالي والبركاني، وطبيعة المياه السطحية والجوفية ومنسوبها، والبنية الصخرية.

•  المسطحات والعناصر المائية

كالبحار، والأنهار، والأودية.

• المناخ السائد في المنطقة

وهو دراسة درجات الحرارة العليا والدنيا، ومعدل هطول الأمطار، ومعدل الرطوبة، والرياح السائدة.

2. الخصائص العمرانية للموقع:

•  توزيع واستعمالات الأراضي

حيث يتم تقسيم المنطقة بين استعمالات سكنية، وتجارية، وصناعية، واجتماعية، وصحية، وتعليمية، ومؤسسية حسب احتياجات وأنشطة السكان.

•    الحالة العمرانية للأبنية

أي دراسة الأبنية الموجودة في المنطقة واستكشاف مشكلاتها العمرانية وتحديد إمكانية تطويرها وإعادة تأهيلها، أو إزالتها.

•  الأبنية التاريخية والحضارية

في المدن ذات التاريخ العريق حيث تحتضن عمران بطرازات معمارية مختلفة له قيمة ومكانة لدى السكان مما يوجب الحفاظ عليه.

•    المناطق العشوائية

التي تحوي أبنية غير منظمة وغير مرخصة وتفتقد إلى العديد من المرافق والخدمات، وفي الغالب تكون مترامية في أطراف المدن، ويسكنها البسطاء والفقراء، مما يوجب توفير مساكن وفرص عمل لهم، لتمكنهم من الإنخراط بالمجتمع الحضري.

3. السكان و الوضع الإقتصادي:

للوضع الإقتصادي والسكان دور رئيسي في عملية التخطيط الحضري حيث يجب التعرف على اقتصاد المدينة لتحديد إمكانية تطويرها وتوسيعها، وتحقيق التوازن بين الأنشطة الإقتصادية وعدد الأفراد الذي سوف تخدمه. كما يجب دراسة تعداد السكان، وتوزيعهم الجغرافي وكثافتهم، ومستواهم الحضري والمعيشي.

4. المشكلات البيئية:

للمشكلات البيئية تأثير حاضر ومستقبلي ليس مقتصراً على المستوى المحلي، بل على مستوى العالم، لذلك يجب إدارة استهلاك الموارد الطبيعية كالأرض والمياه والطاقة بطريقة تمكننا من الحصول على احتياجنا مع الحفاظ عليها للأجيال القادمة.

5. الأنظمة والقوانين الحكومية:

لكل مدينة أنظمة بناء تحكمها يجب دراستها والإلتزام بها عند تنفيذ المخططات، والتأكد من قانونية التصاميم.

مهام التخطيط الحضري:

• توزيع استعمالات أراضي المدينة بين سكني، وتجاري، وصناعي، وترفيهي، وصحي، وثقافي، وديني، وتحديد نمطها وشكلها ضمن النسيج الحضري.
• تخطيط البنية التحتية التي تخدم المدينة وسكانها.
  
• توزيع الكثافة السكانية بشكل يحقق التوازن والعدالة.
  
• الإهتمام بمركز المدينة وتخطيطه بما يتناسب مع احتياجات السكان.
  
• تخطيط الطرق والشوارع وتنظيمها.
  
• تنمية الأنشطة الإقتصادية التي تخدم السكان.

2- التصميم الحضري:

- مفهوم التصميم الحضري

التصميم الحضري هو فن الدمج بين الأشخاص والأماكن، والحركة والشكل الحضري، والطبيعة والنسيج العمراني. كما يجمع التصميم الحضري بين خلق المكان، والإدارة البيئية، والعدالة الإجتماعية، والجدوى الإقتصادية من خلال إنشاء أماكن ذات جمال وهوية مميزة. ‍

- أبعاد التصميم الحضري

•  تجانس الشكل أو عدمه مع المحيط الحضري.
• الهوية البصرية للمدينة.
• العناصر الطبيعية والشكل الحضري.
• الفراغات بين المباني وحولها.
  

- مهام التصميم الحضري

• تصميم مسارات الحركة وتشمل الطرق والشوارع والأزقة.
•  تصميم ساحات التجمع المفتوحة العامة.
•  تنسيق الحافات، والحدود كالأسوار، والمناطق الخضراء، والجدران.
•  تخطيط قطاعات المجمعات الإدارية والسكنية، وتوحيد الفن العماري المستخدم في تصميم كتلها وواجهاتها.
•  تصميم المعالم والنصب التي تميز هوية المدينة وتاريخها.
•  هندسة المناظر الطبيعية للمواقع من ناحية الأرضيات، والتشجير، والعناصر المائية، والعناصر التشكيلية.
  

وفي الختام،
يمكن استخلاص أن التخطيط الحضري والتصميم الحضري مكملان لبعضهما البعض ولا يمكن تكوين نسيج حضري في غياب أحدهما، حيث تتم دراسة المنطقة وتخطيط استعمالات أراضيها وفقاً لأبعاد التخطيط الحضري التي ذكرت، ثم تصميم قطاعاتها وتفاصيلها وتحقيق أبعاد التصميم الحضري، وبذلك ينشأ مجتمع حضري مستدام مدروس ومتكامل ويمتد عمره لسنوات.

الاقتباسات:

[1] نشأة المدن وبداية التطور الحضاري في العراق القديم، الدكتور أحمد ثليجي، المجلة الجزائرية للدراسات التاريخية والقانونية، 2017م، ،8/1/2022م.

[2] المدخل إلى التخطيط الحضري، الدكتور عنتر عبدالعال أبو قرين، 2020 الدمام، مكتبة الملك فهد الوطنية.

[3] الفرق بين التخطيط الحضري والتصميم الحضري،السيد منصور، Academia.edu، 2012م، https://rb.gy/iwojqt، 10/1/2022م.

[4]Raven, J., Urban Planning and Urban Design,2018, Cambridge University Press, New York, هنا 18/1/2022.

[5] أهداف التخطيط الحضري (تخطيط المدن)، الجامعة المستنصرية، 2018م، بغداد، ، 22/1/2022م. هنا

[6] الفرق بين التخطيط الحضري والتصميم الحضري،السيد منصور، Academia.edu، 2012م، https://rb.gy/iwojqt، 22/1/2022م.

[7] Raven, J., Urban Planning and UrbanDesign, 2018,Cambridge University Press, New York, https://uccrn.ei.columbia.edu/sites/default/files/content/pubs/ARC3.2-PDF-Chapter-5-Urban-Planning-and-Design-wecompress.com_.pdf,22/1/2022.

[8] التصميم الحضري في المناطق العمرانية الجديدة، عمرو المشد، Academia.edu، 2011م، shorturl.at/atAIO، 24/1/2022م.

[9] الفرق بين التخطيط الحضري والتصميم الحضري،السيد منصور، Academia.edu، 2012م، https://rb.gy/iwojqt، 24/1/2022م.