نبذة عن المعماري:
ولد المعماري نورمان فوستر سنة 1935م في إنكلترا، درس العمارة في جامعة مانشستر وتخرج منها عام 1961م، بعد استكماله الخدمة الوطنية عام 1953، شغل منصب مدير العقود لدى “جون بيرشو وشركاؤه” كمساعد لبيرشو الذي قام بترقيته إلى قسم الرسم المعماري بعد أن رأى رسومات نورمان المتميزة، درس الهندسة المعمارية وتخطيط المدن لدى جامعة مانشستر عام 1956م, وبالرغم من اضطراره لشغل وظائف عديدة لتمويل دراسته أكمل تخرجه عام 1961م. حصل على شهادة الماجستير من جامعة ييل في الولايات المتحدة الأمريكية سنة 1963م. كان شديد التأثر بعمارة لوكوربوزييه، فرانك لويد رايت، ومس فان دي روه.
إنجازاته :
أسس نورمان مكتباً هندسياً بعنوان “الفريق 4” عام 1963، الذي نال نجاحاً وشهرةً بتصاميمه ذات التقنية العالية، بعدها أنشأ نورمان – إلى جانب زوجته ويندي تشيزمان – مكتب “فوستر وشركاؤه” في لندن بعد أن تم حل الفريق 4 في 1967، شرعت هذه المؤسسة التي ترأسها بتصميم وتنفيذ هياكل ضخمة، مباني صناعية، مشاريع نقل، منازل خاصة إضافة إلى تصميم المواقع المفتوحة والساحات العامة.
نال فوستر الكثير من الجوائز المعمارية أهمها “جائزة البريتزكر” للهندسة المعمارية في 2009، التي تعادل جائزة نوبل في العلوم الإنسانية، إضافة لجائزة ستيرلينغ عن مبنى بلومبيرج في لندن في 2018، جائزة “ليني. إف. بيدل” لإنجازاته الحياتية، جائزة الآغا خان للهندسة المعمارية، دكتوراه فخرية من جامعة دندي للهندسة المعمارية وغيرها.
ومن أهم أعماله:
مبنى الرايخستاغ:
مبنى أو قبة الرايخستاغ، وهي عبارة عن قبة زجاجية كبيرة، ترمز إلى إعادة توحيد ألمانيا، مع إطلالة بزاوية 360 درجة على مناظر مدينة برلين المحيطة بها، يوجه مخروط عاكس في وسط القبة يسمح لضوء الشمس بالدخول إلى المبنى، ويعكس بذلك الأعمال داخل الغرفة.عند دخول الجمهور والسياسيون المبنى معاً، يقودهم الطريق العام إلى السطح حيث المطعم في شرفة القبة، وتؤدي بدورها المنحدرات إلى منصة المراقبة. القبة مفتوحة للجمهور، ويمكن الوصول إليها عن طريق اتباع منحدرين من الصلب اللولبي يذكرنا باللولب المزدوج، حيث يستطيعوا أن يروا الأشخاص الذين لازالوا في الأسفل عن طريق المرايا المركزية.
التصميم صديق للبيئة وذو كفاءة في استخدام الطاقة. يستخدم التصميم الضوء الطبيعي كميزة معمارية حيث تم الإهتمام بعناية بحركة الشمس حول المبنى وكيف يمكن استخدامها للإضاءة، يحمي الظل الشمسي الآلي من الأشعة المباشرة الغير مرغوب بها ويتم تهوية الغرفة الرئيسية بشكل طبيعي عبر القبة.تم تصميم المبنى لتحسين استخدام الأنظمة. يتم التحكم في كل من الإضاءة الصناعية والتهوية عن طريق نظام مركزي، حيث يستعيد المبادل الحراري الحرارة المفقودة من هواء العادم.يوفر المبنى نموذجاً للإستدامة عن طريق حرق الوقود الحيوي المتجدد (الزيت النباتي المكرر) – في مولد مشترك لإنتاج الكهرباء (نظام أكثر نظافة من حرق الوقود الأحفوري) ونتيجة لذلك تم تسجيل انخفاض بنسبة 94 في المئة في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون. كما يتم تخزين الحرارة الزائدة كمياه ساخنة في طبقة المياه الجوفية العميقة تحت الأرض ويمكن ضخها لتسخين المبنى أو لتشغيل محطة تبريد بالإمتصاص لإنتاج ماء مبرد.
جسر ميلو:
تم بناء جسر ميلو لتقصير المسافة إلى جنوب فرنسا، عن طريق ربط باريس بالبحر الأبيض المتوسط، ويعتبر من أعلى الجسور في العالم وأطولها، إذ يصل طول الجسر حوالي 2500 م تقريباً وارتفاعه إلى270 م، وتعتبر المنطقة التي أقيم فيها الجسر منطقة زلزاليّة كثيرة الرّياح.نُفّذ هذا المشروع بجودةٍ عاليةِ الإتقان، حيث أراد المهندس نورمان فوستر دمجه بطريقة غير ملحوظة بحيث يكون داخل المناظر الطبيعيّة الخلابة والتي تعتبر من أهم مناطق الجذب السياحي في فرنسا.
وهكذا نجد أن، المعماري نورمان فوستر اتبع أسلوب البساطة في التصميم واستخدامه للتكنولوجيا لمواكبة العصر، إضافة إلى تسخير معطيات الطبيعة من الشمس وجودة الضوء، وتميزه بالشفافية وانتشار صفة الديناميكية في تصاميمه، إضافة إلى اعتماده على المقياس الهائل في مشاريعه.